أشاد المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن بزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى حاضرة الفاتيكان، صباح اليوم الخميس، ومقابلته لقداسة البابا فرنسيس.
وقال المركز في بيان وقعه مديره العام الأب الدكتور رفعت بدر بأنّ هذه الزيارة الملكيّة السابعة لجلالة الملك عبدالله الثاني، تأتي تدعيمًا للعلاقات الدبلوماسيّة التي أنشئت قبل ثلاثين عامًا، في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال والبابا يوحنا بولس الثاني. وقال بأنّنا على مدار ثلاثين عامًا العديد من اللقاءات المتبادلة بين جلالة الملك وقداسة البابا قد لمسنا دائمًا تعزيزًا للقيم المشتركة بين الإسلام والمسيحيّة، والنظرة الخاصة التي يبديها الكرسي الرسولي نحو الأردن بصفته أرضًا مقدسّة وبلدًا يحترم تعدديّة الأديان ويدعو دائمًا إلى الوئام والتعاون بين مختلف أتباع الديانات.
وقال المركز بأنّ لزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اليوم، في غمرة إحياء الأردن لليوبيل الفضي لجلوس جلالته، هو تأكيد على الشخصية الاستثنائية التي يتمتع بها "عميد القادة العرب"، فهو يتمتع بالقيادة الحكيمة، والرؤية الثاقبة والدعوات المتتالية لتغليب لغة الحوار على المصالح والعنف واراقة الدماء. وهو شخصية مقدّرة جدًا من الفاتيكان والكرسي الرسولي، وقد قاد ببراعة السفينة الأردنيّة إلى برّ الأمان والاستقرار، وهو الزعيم العربي الوحيد الذي استقبل في عهده إلى اليوم ثلاثة بابوات جاؤوا حجاجًا إلى الأردن، أرض المعمدان والمغطس حيث تعمد السيد المسيح ومار الياس وجبل نيبو وسيدة الجبل ومكاور وغيرها من أماكن مقدّسة يضمها الأردن بين جبناته، كما نال جلالته عددًا من الجوائز العالمية المختصة بحقوق الانسان والأخوّة والتلاقي بين اتباع الاديان.
وقال المركز بأنّ هذه السنة العاشرة بعد زيارة البابا فرنسيس والذي أبدى على مدار عشر سنوات ماضية احترامه للدور الأردني في استضافة اللاجئين ووصفه دائمًا بأنّه "بلد الاستقبال" بامتياز. إلا أنّ المركز شدّد على أنّ هذا اللقاء يأتي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي التقاء وجهتي النظر الأردنيّة-الفاتيكانيّة في الدعوة المتواصلة لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانيّة للمحتاجين في القطاع، ومنع تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم الوطنيّة، وفي دعم الرسالة الإنسانيّة التي تقوم بها وكالة الأونروا، وكذلك واجب النظر ليست فقط إلى نهاية هذه المرحلة من الصراع وإنما في سبيل إيجاد حلّ دائم وعادل وشامل للقضيّة الفلسطينيّة برمتها. وقال بأنّ كلّ من الأردن والفاتيكان يطالبان بحلّ الدولتين كطريق لحلّ هذه الأزمة المستمرّة منذ 75 عامًا، مع وضع خاص للقدس، فيما يدعو الأردن بأنّ تكون القدس الشرقيّة عاصمة للدولة الفلسطينيّة المستقلة.
وخلص المركز إلى أنّ هذه الزيارة التي حضرها سمو الامير غازي بن محمد ، مستشار جلالة الملك للشؤون الدينية ، ورئيس اللجنة الملكية لموقع المعمودية – المغطس، قد تعزّز الدعوات المستمرّة للحجّاج، وبالأخص الكاثوليك من مختلف أنحاء العالم، لزيارة الأردن والتبرّك بمياهه وترابه المقدسين، حيث أكد جلالة الملك خلال اللقاء بأنّ الأردن حريص على الحفاظ على الأماكن الدينيّة المسيحيّة ورعايتها، وبالأخص موقع معموديّة السيّد المسيح (المغطس). وقال المركز بأنّ الحركة السياحيّة قد شهدت في القسم الثاني للسنة الماضيّة انخفاضًا ملموسًا نظرًا للأوضاع في غزة إلا أنّ الفاتيكان بمؤسّساته المنتشرة في العالم كله قادر أن يساعد الأردن على استقبال الألوف من الحجاج لزيارة المواقع الأثريّة الهامة التي يعترف بها الفاتيكان كأماكن للحج المسيحي.