انطلقت من حوض بناء السفن في جيانغنان بالقرب من شنغهاي، حاملة الطائرات الصينية الثالثة "فوجيان" برفقة مقطورات، وذلك في أولى تجاربها البحرية.
وتأتي التجربة، بعد أن نجح جيش التحرير الشعبي الصيني بتطوير "المنجنيق الكهرومغناطيسي" أو ما يُعرف بـ"الناقل الدفعي للكتلة"، وهو نظام لم تكن تتقنه في السابق سوى الولايات المتحدة.
وحذرت إدارة شنغهاي البحرية، من تقييد الوصول إلى المنطقة التي يلتقي فيها نهر اليانغتسي ببحر الصين الجنوبي، بسبب "الأنشطة العسكرية" يوم التجربة، التي جرت يوم الأربعاء الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة "لو موند" الفرنسية.
وقالت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"، إنه في حوالي الساعة الثامنة صباحًا، غادرت "فوجيان" حوض بناء السفن لتقييم موثوقية واستقرار أنظمة الدفع والكهرباء الخاصة بها أثناء التجارب البحرية.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الصور الرسمية لم تظهر أي طائرة على سطح السفينة؛ ما يشير إلى أن اختبار الميزة الأكثر ابتكارًا للسفينة، وهي "المقاليع"، لم يبدأ بعد.
من التعلم إلى الابتكار
وأوضحت الصحيفة، أن "فوجيان" تتميز بسطح مسطح بدلاً من منحدر القفز للتزلج؛ الأمر الذي يعكس التقدم التكنولوجي، الذي حققته الصين في تطوير المنجنيق الكهرومغناطيسي، مؤكدة أن هذا النظام يمكن الطائرات من حمل حمولات أثقل، مثل الوقود لمسافات طويلة أو الأسلحة الثقيلة؛ ما يعزز القدرات التشغيلية لحاملة الطائرات.
ونوهت الصحيفة إلى أن التصميم الجديد للسطح المسطح لدى "فوجيان" يرمز إلى التكنولوجيا الصينية المتقدمة في مجال البناء البحري، موضحة أن حاملتي الطائرات السابقتين "لياونينغ" و"شاندونغ"، كانتا مبنيتان وفق التصاميم السوفييتية؛ مما يدل على انتقال الصين من التقليد إلى الابتكار في التكنولوجيا البحرية.
وأضافت أنه لا يزال العدد الدقيق لحاملات الطائرات التي تخطط الصين لبنائها غير مؤكد، لكن التقارير تشير إلى هدف يصل إلى 6 حاملات طائرات بحلول عام 2035، حيث تلعب الحاملات دورًا حاسمًا في استراتيجية الصين فيما يتعلق بتايوان، إذ تهدف إلى ردع أو تأخير التدخل الأمريكي المحتمل في أي صراع حول تايوان.
وسلطت الأحداث الأخيرة، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، الضوء على نقاط الضعف في الأساطيل الكبيرة، حيث تقوم الصين بتطوير قدراتها البحرية بشكل مكثف، بما في ذلك بناء المدمرات وسفن الدعم.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها بكين لضمان بقاء أسطولها في سيناريوهات الحرب الحديثة، إلا أنها ملتزمة بتوسيع قدراتها البحرية، مع خطط جارية لبناء حاملة طائرات رابعة، وفقًا للصحيفة.
وأكدت الصحيفة أنه مع استمرار الصين في تأكيد نفسها كقوة بحرية، فإن الكشف عن حاملة طائراتها الرابعة سوف يجذب الاهتمام والتدقيق العالمي، وهو ما من شأنه أن يشكل ديناميكيات القوة البحرية المستقبلية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.