في تصريح صحفي صادر عنه اليوم«الأحد» لوكالة نيروز الإخبارية، علق"نبيل أبوالياسين" رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في الشأني العربي والدولي، عقب القرار المشين التي إتخذتةُ قوات الإحتلال"إغلاق مكتب الجزيرة" في إسرائيل، قائلاً: إن القرار متعمد لإخفاء الحقيقة، لنية قد تكون مبيتة لإرتكاب فظائع أخرىّ في غزة، فضلاً عن؛ أنه يتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، وهذا يحمل في طية بأن الإحتلال لا يأبى لأي قوانين أو مواثيق دولية، ويجب على "اليونسكو" الآن بصفتها الهيئة الأممية التي تتمتع بولاية في مجال تعزيز التدفق الحر للأفكار عبر الكلمة والصورة، وعلى تشجيع إقامة بيئة إعلامية حرّة ومستقلة، لتعزّيز "حرية التعبير" وإحترام حقوق الإنسان، لأنه يسهم في إرساء السلام وضمان الإستدامة التي لاتبالي بها تل أبيب.
وبأشد العبارات أدن "أبوالياسين" قرار الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، واصفها بالعمل الإجرامي المتعدي على حقوق الإنسان في الوصول إلى المعلومات وحقيقة مايجرى من مجازر وإبادة في قطاع غزة، لذا؛ يتوجب على جميع النقابات الإعلامية والثقافية والصحفية، بالتضامن بكل قوة مع قناة الجزيرة ومساندتها في سلك كل السبل أمام المنظمات الدولية والقانونية من أجل حق الجمهور في المعرفة، فقد تراخى الجميع حينما تعمدت حكومة "نتنياهو " منع الصحفيين الدوليين مراراً وتكراراً من دخول قطاع غزة لحجب الحقيقة عن المجتماعات الغربية، واليوم نرىّ حجبها على المجتمعات العربية أيضاً من خلاق غلق قناة الجزيرة التعسفي.
وطالب"أبوالياسين" في تصريحة الصحفي من خلال "نيروز"، جميع المؤسسات الإعلامية والحقوقية وجميع العالمين بها وغيرهم من العالم الحر بإدانات وإستنكارات واسعه لتعديات السلطات الإسرائيلة المتكررة على الصحافة والصحفيين وتقييد حقوق الإنسان من وصولها للمعلومات، وأن الإدعاءات المزعومة والكاذبة من الإحتلال الإسرائيلي بشأن خرق "الجزيرة" للأطر المهنية الضابطة للعمل الإعلامي، واهية ومضللة ومغايرة للحقيقة، والعالم بأسرة يشاهد "قناة الجزيرة" عن كثب ويعلم جيداً أنها إداعاءات كاذبة ومغرضة غايتها حجب المعلومات عن العالم والتغطية على جرائم إبادة قد تتم في الأيام القليلة القادمة، متهماً؛ حكومة "نتنياهو" "اليمينية المتطرفة بتعمدها قمع الصحافة الحرة بغاية التستر على جرائم "الإبادة" المتواصلة بحق الفلسطينيين في غزة، وإعتقال الصحفيين وقتل بعضهم.
حيثُ؛ أنه يُخصص اليوم العالمي لحرية الصحافة في هذا العام لموضوع أهمية الصحافة وحرية التعبير في سياق الأزمات الغير مسبوقة الحالية التي يتعرض لها العالم أجمع، وأبرزها الأزمة الفلسطينية، ولا سيما؛ في غزة،
وأن الوعي بجميع جوانب الأزمة بجانب الأزمة البيئية العالمية الآخرىّ، وعواقبها هو أمر ضروري لبناء مجتمعات ديمقراطية تتمتع "بحرية الصحافة و حرية التعبير" وأن العمل الصحفي المكتوب والمرئي، لا غنىّ عنه لتحقيق هذا الغرض، وفي ظل كل هذا نرىّ الصحفيون يواجهون تحديات كبيرة في البحث عن المعلومات بشأن القضايا المعاصرة ونشرها، وقد فقد حياتةُ الكثير بسبب نقلهم الحقيقة بكل بسالة في قطاع غزة الذي يواجه أبشع جرائم الحرب في التاريخ المعاصر.
لذا؛ فإن هذا الأمر يتطلب من الأمم المتحدة والهيئات المعنية بحماية حرية الصحافة بإستراتيجية شاملة تتضمن،
الوقاية والحماية من الجرائم المرتكبة ضد أو على الصحفيين، وضمان الحق في حرية الصحافة، وضمان حرية التعبير، كما يتضمن حرية الوصول إلى المصادر الرئيسة للمعلومات، فضلاً عن؛ مكافحة وتجريم المعلومات الخاطئة أو المضللة من طريق الصحافة،
وتعزيز التعددية والتنوع وإستمرارية وسائل الإعلام، وخاصةً وسائل الإعلام الإقليمية والمحلية والمجتمعية،
والتأكد؛ من أن حوكمة المنصات الرقمية تعزز بإستمرار شفافية شركات التكنولوجيا بشكل لابس فيه، ومساءلتها وإيلائها العناية الواجبة، وتمكين المستخدمين والإشراف على المحتوىّ وتنظيمه بناءً على المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وفق مبادئ اليونسكو التوجيهية لحوكمة المنصات الرقمية.
ولفت "أبوالياسين" لـ "نيروز" إلى أنه لم يتزامن إغلاق مكتب "الجزيرة" في إسرائيل مع اليوم العالمي لحرية الصحافة فقط بل تزامن أيضاً مع إصدار إعلان رسمي عن المجاعة في قطاع غزة الذي تحدث فيه المجاعة الآن من قبل وكالة تابعة للأمم المتحدة، والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الذي أكدت؛ أن أجزاء من غزة في "مجاعة كاملة"، وفق مسؤول المساعدات، وقالت"سيندي ماكين"، مديرة برنامج الأغذية العالمي، إن المجاعة راسخة في شمال غزة و"تتحرك في طريقها جنوباً"، وأضفت "ماكين" وهي ثاني أمريكية بارزة تقود جهود إغاثة الأمم المتحدة إن هناك مجاعة في شمال غزة، على الرغم من أن ملاحظاتها لا تشكل إعلاناً رسمياً، وهي عملية نرىّ بأنها "بيروقراطية" معقدة،
ولم تشرح سبب عدم إصدار إعلان رسمي عن المجاعة، ولكنها أكدت؛ أن تقييمها يعتمد على ما رأيناه وما شهدناه على أرض الواقع!!؟.
وعلى صعيد آخر متصل أشار "أبوالياسين" لـ "نيروز" إلى أن"نتنياهو" كان يأمل أن ترفض حماس عرض وقف إطلاق النار!؟، وعندما لم يحدث ذلك، تحول إلى "التخريب" والعرقلة بالقول إنه سيغزو رفح سواء تم التوصل إلى إتفاق مع حماس أم لا، ونسف آخر وأفضل فرصة لإسرائيل في تحقيق السلام وإعادة الرهائن إلى منازلهم!؟،
وأصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي المدعىّ عليه جنائي، يركز على إنقاذ حكومتةُ اليمينية المتطرفة غير الكفئ أكثر من إنقاذ الرهائن الذين أمضوا سبعة أشهر محاصرين في غزة، ويبذل كل ما في وسعه لنسف آخر وأفضل فرصة لإسرائيل في إعادة الرهائن إلى ديارهم.
مشيراً؛ إلى الرجل الذي يتحكم في قرارات ومستقبل "نتنياهو" السياسي الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف"سموتريتش" الذي يدعو إلى عدم إتخاذ أي إجراء نصفي في الإبادة الكاملة لغزة ،لذا؛ فإن "نتنياهو " كان على إستعداد كامل لنسف الإتفاق والمفاوضات مع حماس بإصراره على غزو رفح، ودعا وزير المالية وعضو مجلس الوزراء الأمني "بتسلئيل سموتريتش" منذ عدة أيام قليلة إلى إبادة أعداء إسرائيل، قائلا: لا توجد نصف تدابير "مدن غزة"رفح، دير البلح، النصيرات الإبادة الكاملة لهم، وأن الدخول في مفضاوضات يعتبر هزيمة مشينه لنا
،ونرفضها رفضاً باتاً، وفق تصريح له على صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وفي نفس السياق لمنع الحقيقة أو محاولة حجبها، أشار "أبوالياسين" لـ "نيروز" إلى أن الحكومة الألمانية تعمل على توسيع نطاق رقابتها في جميع أنحاء أوروبا، وتم منع جراح من لندن أدلىّ بشهادتةُ حول الحرب المستمرة في غزة والذي وصفها بـ"المذبحة"بعد إجراء عملياتةُ أثناء الصراع من دخول فرنسا، بسبب الحظر الذي فرضتةُ ألمانيا على نطاق منطقة شنغن، وكان من المقرر أن يتحدث الجراح "غسان أبو ستة" في مجلس الشيوخ الفرنسي في وقت لاحق من يوم السبت وفق دعوة رسمية من المجلس للتحدث عن غزة في مؤتمر كان موضوعة "فرنسا ومسؤوليتها في تطبيق القانون الدولي في غزة"، إلا أن ألمانيا فرضت علية حظر الدخول، وقالت الشرطة الفرنسية إن السلطات الألمانية، التي رفضت في السابق دخول "أبو ستة" إلى ألمانيا، وفرضت حظراً على تأشيرة دخوله لمدة عام، مما يعني أنه منع من دخول أي بلد من بلدان شنغن.
وختم"أبوالياسين" تصريحة الصحفي لـ "نيروز" حيثُ قال؛ إن أمريكا وإسرائيل أستباحوا كافة القوانيين الدولية، ودمروا كل شيئ، والآن يدمرون حرية التعبير وحرية الصحافة بشكل غير مسبوق، فضلاًعن؛ أنهم يجروا العالم للهاوية بعدما جعلوا العالم نادي للإجرام الدولي وأصبح النظام العالمي الذي نشأ بعد عام 1945 فاقد صلاحيتة، والشعب الأمريكي أصبح الآن على دراية تامه بأنه يخضع للإحتلال الصهیوني في وطنه، بعد ما سقطت الأقنعه وبدأوا بالإنتفاضة للتحرر من الإحتلال، وهذا ما نشاهده في توسع وتيرة الإحتجاجات الطلابية رغم القمع العنيف ضدهم، وقال؛ بعض الطلابة إن البلاد فقدت مكانتها المهيمنة في العالم، وحرية التعبير التي كنا نتغنىّ بها يتم دهسها الآن في عقر دارنا ونحن مستمرون حتى يتم وقف التعاون مع الجامعات الإسرائيلية وسحب الإستثمارات من إسرائيل.
متواصلا؛ وبعد الإتفاق التي أعلنت عنه قادة الأجهزة الأمنية الاسرائيلية في إجتماعهم قبل أيام قليلة على أن الحرب في غزة وصلت إلى طريق مسدود، فإن تصريحات" نتنياهو" ضد الهدنة وصفقة تبادل الأسرى ليست سوىّ عواء الهزيمة، وأمريكا ستجبره على القبول بالهدنة حتى توقف طوفان الإحتجاجات غير المسبوق في جامعاتها، والغضب الذي إنتقل من حدود الجامعات إلى الشارع، وأصبحت الحركة الصهيونية تعيش أكبر مأزق في تاريخها، و"نتنياهو" يحتضر سياسياً وعسكرياً ويدخل مرحلة الهلوسة وهذه بعض تاره يقول: إن "هناك فضيحة قد تحدث في المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات إعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين"، وتارةً أخرىّ يقول؛ إن "ما يحدث بالجامعات الأمريكية يذكرنا بما جرىّ في الجامعات الألمانية عشية المحرقة ثلاثينيات القرن الماضي !؟.