أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الثلاثاء أن الغارة التي شنّتها إسرائيل على مركز إسعاف في بلدة الهبارية جنوبي لبنان وأودت بحياة سبعة مسعفين، تعد هجومًا "غير قانوني على مدنيين".
وبحسب "فرانس برس"، دعت المنظمة غير الحكومية في بيان واشنطن إلى تعليق بيع الأسلحة إلى إسرائيل.
وقالت المنظمة إن "غارة إسرائيلية على مركز إسعاف في جنوبي لبنان في الـ27 من مارس/ آذار 2024 هي هجوم غير قانوني على مدنيين ولم تُتخذ فيه كل الاحتياطات اللازمة".
وأضافت "إذا كانت الغارة متعمدة أو نفذت باستهتار، يجب أن يُحقَّق فيها على أنها جريمة حرب مفترضة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي حينذاك أنه استهدف "مجمَّعًا عسكريًّا" في بلدة الهبارية، "تم القضاء" فيه "على قيادي إرهابي كبير ينتمي إلى تنظيم الجماعة الإسلامية"، الفصيل المقرب من حماس "وإرهابيين آخرين" كانوا برفقته.
لكن منظمة هيومن رايتس ووتش قالت إنها "لم تجد أي دليل على وجود أهداف عسكرية في الموقع".
وأكدت المنظمة أن الغارة استهدفت "مبنى سكنيًّا كان يؤوي جهاز الطوارئ والإغاثة التابع لجمعية الإسعاف اللبنانية، وهي منظمة إنسانية غير حكومية".
ونفت الجماعة الإسلامية إثر الغارة أيَّ ارتباطٍ لها بالمسعفين، كما أكدت الجمعية أن لا ارتباطات لها بأي جهة سياسية لبنانية.
ورأت هيومن رايتس ووتش أن "اعتراف" الجيش الإسرائيلي باستهداف المركز "يشير في حدّه الأدنى إلى عدم اتخاذ الجيش الإسرائيلي كل الاحتياطات الممكنة للتأكد من أن الهدف عسكري، وتفادي الخسائر في أرواح المدنيين" ما يجعل "الغارة غير قانونية".
ضحايا مدنيون
ونقلت المنظمة عن رئيس جهاز الطوارئ والإغاثة وأقارب القتلى وزملائهم أن الضحايا السبع، وأكبرهم لم يتجاوز 25 عامًا، كانوا جميعهم متطوعين في المركز منذ أواخر 2023، موضحة أن شقيقين توأمين (18 عامًا) في عداد الضحايا.
وأضافت، "أقارب القتلى، وجمعية الإسعاف اللبنانية، والدفاع المدني أجمعوا على أن الرجال السبعة كانوا مدنيين وغير منتمين إلى أي جماعة مسلحة".
لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي قد تشير إلى أن اثنين على الأقل من القتلى قد يكونان من "مناصري" الجماعة الإسلامية.
وراجعت المنظمة الحقوقية صورًا ومقاطع فيديو التقطت لبقايا الذخائر المستخدمة في الغارة، تبيَّن أن ضمنها بقايا قنبلة إسرائيلية وشظايا وزعنفة من مجموعة "ذخائر الهجوم الموجه المشترك التي تصنعها شركة بوينغ الأمريكية".
وقال الباحث اللبناني في المنظمة رمزي قيس: "استخدم الجيش الإسرائيلي ذخيرة أمريكية الصنع لتنفيذ غارة قتلت سبعة مسعفين مدنيين في لبنان كانوا يقومون بواجبهم"، معتبرًا أن "إسرائيل قدّمت ضمانات فارغة للولايات المتحدة بالتزامها بقوانين الحرب".
وحضّت المنظمة واشنطن على "وقف تدفق الأسلحة على وجه السرعة لتجنب مزيد من الفظائع".