حذر رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، من أن السنوات القليلة المقبلة ستكون من بين السنوات الأكثر رعبًا و"تحولًا" التي عرفتها المملكة المتحدة على الإطلاق.
ووفق ما نقلت صحيفة "الغارديان"، فإن بريطانيا تواجه "أخطر تهديد" لأمنها من "الدول الاستبدادية المتواطئة" منذ نهاية الحرب الباردة.
واعتبرت الصحيفة أن "كل حرب انغمست فيها بريطانيا على مدار الثلاثين عامًا الماضية كانت حربًا عنادية وعدوانية، وليست دفاعية، ضد دول ذات سيادة في الخارج، بينما كان التهديد الحقيقي الأخير لسلامة أراضي بريطانيا من هتلر في الفترة 1940-1941".
وتابعت: "ومنذ ذلك الحين، من المؤكد أن الأمن الأوروبي الجماعي ضد روسيا التي يفترض أنها عدوانية سمح لأوروبا الغربية بالازدهار، كما سمح لبريطانيا بالاستفادة من هذا الازدهار".
وقالت: "لكن التهديد العسكري الروسي كان، كما كانت الحال دائمًا، على جيرانها المباشرين. حيث هناك العديد من "التهديدات" الأخرى التي تواجه بريطانيا، تجارية وإلكترونية والهجرة، لكنها ليست عسكرية".
وأشارت الصحيفة إلى إعلان سوناك أن المملكة المتحدة يجب أن تواجه "محور الدول الاستبدادية"، الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران، إذا أرادت "النجاح في السنوات المقبلة".
وطالب سوناك بعدم السماح لهذه الدول "بتقويض قيمهم وهويتهم المشتركة" بينما لم يسع للقيام بذلك. فهو لا يملك القدرة على إيقافهم، ولا علاقة لهم بالدفاع البريطاني أيضًا.
وأكملت "الغارديان: "في الواقع، كانت نية سوناك تتلخص ببساطة في الاستهزاء بحزب العمال؛ لأنه لم يعِد على الفور برفع الإنفاق الدفاعي إلى مستوى اعتباطي قدره 2.5% من الدخل البريطاني وهو ما فشل سوناك أيضًا في تحقيقه".
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا التدخل البريطاني الفاتر "الذي يفوق ثقلها على المسرح العالمي" قد أهدر المليارات على مر السنين على المواقف والسفن والدبابات والطائرات.
ومع ذلك، لم تستطع بريطانيا حتى أن تتحمل تكلفة نظام دفاع القبة الحديدية للحماية من هجمات الطائرات دون طيار، كما هو مستخدم في إسرائيل وأوكرانيا، وفق ما خلص إليه التقرير.