يتَّبع الجيش الإسرائيلي في عمليته العسكرية البرية الثانية على مخيم جباليا شمال قطاع غزة، سياسة "الأرض المحروقة" أو ما يعرف بـ"هانيبال"، التي تعني تدمير كل شيء أمام القوات البرية قبل الاجتياح، وذلك بحسب ما أوردت تقارير حقوقية اعتمدت على شهادات المواطنين.
محرمة دوليًّا
وقال الخبير في الشؤون العسكرية الدكتور رائد موسى، إن "السياسة العسكرية المتبعة في مخيم جباليا لا تصنف إلا بأنها ضمن الخطط العسكرية المحرمة دوليًّا مع تهجير وقتل المدنيين وملاحقتهم في مراكز الإيواء، ومحاصرتهم داخل المباني، وارتكاب مجازر إعدام جماعي بحقهم".
وأضاف، أن الجيش الإسرائيلي هو جيش يعتمد على الكثير من الهواة إلى جانب المرتزقة والذين لا تتعدى أعمارهم أوائل العشرينات"، لافتًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يمتلك ترسانة عسكرية فتاكة مدعمة بأحدث التقنيات التكنولوجية.
وأوضح موسى أن "أقل ما يمكن أن تُنتج هذه العملية هو مجازر الإبادة الجماعية والدمار الذي ستخلفه في كل مكان، إلى جانب إعدام سبل الحياة أمام المواطنين لفرض الهجرة الطوعية بعد أن فشل خيار التهجير القسري".
وأكد أن هذه المرحلة تعتبر هي المرحلة الثالثة من الحرب، حيث تقوم القوات الإسرائيلية المقاتلة بتدمير البنية التحتية لحماس إلى جانب الاشتباك مع أكبر عدد من عناصرها للقضاء عليهم، ومع إحداث واقع جديد يصبح المخيم جاهزًا لبسط النفوذ الأمني والملاحقات الأمنية في أي وقت.
قصف كثيف ومستمر
من جهته قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، إن قوات الجيش الإسرائيلي اقتحمت مراكز الإيواء في مدارس "الأونروا" في جباليا شمالي، وقتلت واعتقلت عشرات المدنيين الفلسطينيين، وأجبرت الآلاف على النزوح تحت قصف جوي ومدفعي لا يتوقف.
وأكد، أنه جرى توثيق قصف الطائرات الإسرائيلية مربعًا سكنيًّا يضم منازل لعائلات "النيرب"، و"أبو لحية"، و"خليل"، و"عطا الله" في مخيم جباليا، وسط أنباء عن وجود ضحايا تحت الأنقاض.
وأشار عبده إلى أن ذلك جاء بعد ساعات قليلة من إصدار أوامر إخلاء غير قانونية لتهجير عشرات آلاف منهم قسريا، وتنفيذ أحزمة نارية وقصف جوي ومدفعي مكثف يكاد لا يتوقف.
وأوضح أن القوات الإسرائيلية تستهدف طواقم الإسعاف والإنقاذ وتمنع عملها، ما يحد من قدرتها على انتشال القتلى والجرحى الذين وردت معلومات عن وجود العديد منهم في مدارس الإيواء والشوارع المحيطة بها، وتحت وقرب المنازل المستهدفة، مما سيرفع حصيلة الضحايا القتلى والمفقودين جراء هذه الهجمات العسكرية الإسرائيلية.
ونوّه عبده إلى أن جميع أحياء وشوارع جباليا ومخيمها تتعرض لقصف جوي ومدفعي وأحزمة نارية مكثفة حولت المنطقة إلى أرض محروقة، حيث تسعى إلى طرد السكان من منازلهم وأماكن تواجدهم على نحو منهجي وجماعي من خلال خلق بيئة قسرية، وقصف المنازل والأحياء السكنية ومراكز الإيواء على نحو مباشر وعنيف ومتكرر.