توصل باحثون إلى علاج ثوري غير جراحي يبشر بفتح أبواب الأمل للمصابين بمرض الشلل، عبر تقنيات التحفيز الكهربائي.
وأظهرت تجربة سريرية، أن التحفيز الكهربائي البسيط وغير الجراحي المطبق على الحبل الشوكي يمكن أن يحسن بشكل كبير وظيفة اليد والذراع لدى المرضى المصابين بالشلل.
وبحسب تقرير نشره موقع arstechnica، تمنح النتائج الأمل في إيجاد خيار علاجي أكثر سهولة وبأسعار معقولة لأولئك الذين يعانون من إصابات مدمرة في النخاع الشوكي.
وأُجريت التجربة في 14 موقعاً في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، وسجلت 60 مريضاً يعانون الشلل الرباعي، وهو شكل من أشكال الشلل الذي يؤثر على الأطراف الأربعة.
وعلى مدار 24 جلسة، امتدت لمدة شهرين، طبق الباحثون تحفيزاً كهربائياً على ظهور المرضى، أعلى وأسفل موقع إصابات الحبل الشوكي مباشرةً.
وكانت النتائج مذهلة، حيث شهد 72% من المرضى تحسينات ذات معنى سريرياً في كلٍّ من القوة والأداء الوظيفي لأيديهم وأذرعهم.
علاوة على ذلك، شهد 90% تحسناً في قوة واحدة أو نتيجة وظيفية واحدة على الأقل. ومن اللافت للنظر أن هذه التحسنات استمرت حتى بعد إيقاف التحفيز.
وقال شيت موريتز، المؤلف المشارك في الدراسة: "الشيء الأكثر إثارة بالنسبة إلينا هو أننا نرى تأثيرات تعمل على تحسين نوعية الحياة".
وأضاف: "قد يسبب التحفيز المرونة العصبية أو شفاء جزء من الضرر الذي لحق بإصابة الحبل الشوكي، بحيث تستمر الفوائد إلى ما بعد التحفيز".
وشهدت ميلاني ريد وهي إحدى المشاركات في التجربة، على قدرة العلاج على تغيير الحياة.
واستعادت ميلاني، التي كُسرت رقبتها قبل 14 عاماً، وظيفة يدها اليسرى، ما سمح لها بأداء مهام، مثل: تحرير مشبك حزام الأمان، وتصفيف شعرها إلى الأعلى.
وأبلغ مشارك آخر، شيرون كامبل، الذي تعرَّض لإصابة في النخاع الشوكي أثناء مباراة مصارعة، عن تحسن كبير، بما في ذلك القدرة على فتح الأدراج، والإمساك بعجلة القيادة، وربط البالونات.
وفي حين أظهر العلاج فوائد واضحة، فإن الآليات الدقيقة وراء فاعليته لا تزال لغزاً.
ويعتقد الباحثون أن التحفيز الكهربائي قد يحفز المرونة العصبية، أو قدرة الدماغ على التكيف وإعادة توصيل نفسه استجابة للمدخلات الجديدة.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيفية قدرة هذا النهج غير الجراحي على استعادة الوظيفة لدى مرضى الشلل بشكل كامل.
وفي هذه الأثناء، تستعد شركة Onward Medical الناشئة لجلب هذه التكنولوجيا، المعروفة باسم نظام ARC-EX، إلى السوق التجارية.
وقدمت الشركة الجهاز إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لمراجعته، ويعمل الباحثون المشاركون في التجربة أيضًا على تطوير محفزات قابلة للزرع يمكن أن تحقق فوائد أكبر.
ومع استمرار المجتمع العلمي في استكشاف تعقيدات هذا العلاج الجديد، لا يمكن إنكار تأثير العالم الحقيقي على حياة المصابين بالشلل.
وتوفر هذه النتائج الأولية بصيصاً من الأمل في أن التدخلات البسيطة غير الجراحية قد تؤدي يوماً ما إلى استعادة الوظيفة والاستقلالية ذات المغزى للأفراد الذين يعانون إصابات الحبل الشوكي المنهكة.