تُشكل الزوارق الإسرائيلية خطرًا إضافيًا، إلى جانب خطر الغارات الجوية، على حياة مئات الآلاف من النازحين في منطقة المواصي الواقعة بين مدينتي دير البلح وسط قطاع غزة، وخان يونس جنوبًا.
وتطلق الزوارق الإسرائيلية، النار بشكل يومي ومتكرر على خيام النازحين، ما أدى لمقتل وإصابة عدد منهم.
ويتكدّس النازحون بمنطقة المواصي، التي يصنفها الجيش الإسرائيلي منطقة آمنة ويدعو سكان القطاع للنزوح إليها، حيث لا تتوفر بالمنطقة أدنى الاحتياجات الإنسانية، فيما تقصفها إسرائيل بالصواريخ بين الحين والآخر.
إطلاق نار يومي
وقال فوزي دياب، أحد النازحين لمنطقة المواصي، إن "المنطقة تتعرض بشكل يومي لإطلاق النار من قبل الزوارق الحربية الإسرائيلية"، مبينًا أن ذلك أدى لإصابة العديد من النازحين وتدمير كبير في خيامهم القريبة من شاطئ البحر.
وأوضح، أن "الهجمات التي تشنها الزوارق الإسرائيلية حولت حياة النازحين إلى جحيم لا يطاق، خاصة وأنها تطلق الرصاص في مختلف الأوقات سواء في ساعات النهار أو ساعات الليل".
وأشار دياب إلى أن "بعض العائلات وضعت سواتر ترابية أمام خيامها لحماية أنفسهم من رصاص الزوارق البحرية؛ إلا أن ذلك لم ينجح، خاصة وأن إطلاق الرصاص يأتي من مدى بعيد للغاية لا يمكن للنازحين حماية أنفسهم منه".
وأكد أن "الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إخافتنا بإطلاق الرصاص، وهذا يؤكد عدم وجود أي مكان آمن في قطاع غزة، وأن إسرائيل ادعت زورًا أن منطقة المواصي آمنة ويمكن للنازحين التواجد فيها دون الخوف على حياتهم".
إصابات خطيرة
بدوره، قال النازح محمد الخياط، إن "ثلاثة من جيرانه النازحين على شاطئ البحر أصيبوا برصاص الزوارق الإسرائيلية، وأن أحدهم كانت إصابته خطيرة للغاية"، لافتًا إلى أن إطلاق النار يجري دون أي سبب.
وأوضح ، أن "النازحين يستيقظون يوميًا على أصوات إطلاق النار والقذائف من الزوارق الإسرائيلية، كما أنه وفي بعض الأحيان تقترب تلك الزوارق من الشاطئ بشكل كبير وتطلق الرصاص بكثافة كبيرة".
وبين الخياط أن "الاحتلال الإسرائيلي يعمل على إخافتهم وإبقائهم في مناطق خطيرة دون أي مبرر لمثل هذه الاستهدافات"، مؤكدًا أن منطقة المواصي لم تسلم منذ بداية الحرب من عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي الجوية والبرية والبحرية.
ومضى قائلًا: "ليس لدينا خيار آخر سوى انتظار الموت سواء بمنطقة المواصي أو غيرها من الأحياء والمدن بقطاع غزة، فنحن نزحنا أكثر من مرة ولأكثر من مكان ولم نجد الأمان لعائلاتنا منذ السابع من أكتوبر وننتظر بفارغ الصبر توقف الحرب".
منطقة غير آمنة
وأكد مدير الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الصحة، محمد الحاج، أن "منطقة المواصي غير آمنة كما يدعي الجيش الإسرائيلي، وأن المستشفيات الميدانية تتعامل بشكل يومي مع إصابات بين النازحين بسبب الزوارق الإسرائيلية".
وأوضح ، أن "الوزارة سجلت إصابة ومقتل المئات من النازحين سواء بالقصف الإسرائيلي، أو بفعل الزوارق الحربية"، لافتًا إلى أن النازحون بالمواصي يعيشون أوضاعاً إنسانية وأمنية صعبة للغاية.
وبين الحاج أنه "في الأيام الأخيرة زادت وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على النازحين بالمواصي، والعديد منهم اضطروا للهرب لمناطق أخرى؛ إلا أنهم لم يجدوا أي منطقة آمنة"، مشددًا على ضرورة وقف إسرائيل اعتداءها ضد غزة وتحديدًا منطقة المواصي.
ولفت إلى أن "الإصابات التي تصل من المنطقة معظمها ناتجة إما عن قصف بالطائرات الحربية أو رصاص الزوارق الحربية الإسرائيلية"، مبينًا أن مواصلة إسرائيل باستهداف النازحين تُنذر بكارثة كبيرة للغاية.