كشفت صحيفة التايمز، أن لقاح السرطان الذي يتم تجريبه في المملكة المتحدة حاليًّا، يُقلل من خطر الوفاة بسبب سرطان الجلد إلى النصف، ما يوفر دليلا واضحا حتى الآن على أن هذه الفئة الجديدة من العلاج يمكن أن تغير معدلات البقاء على قيد الحياة.
وبحسب الصحيفة، شملت التجربة السريرية 157 مريضًا مصابًا بالميلانوما، وهو النوع الأكثر فتكًا من سرطان الجلد، وتم إعطاء نصفهم لقاحًا شخصيًا جديدًا مع العلاج المناعي، بينما تلقى الباقي العلاج المناعي فقط. وعلى مدى ثلاث سنوات، وُجد أن لقاح السرطان يقلل من خطر الوفاة أو عودة السرطان بنسبة 49 %.
وتم عرض النتائج في مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري في شيكاغو. وقال الخبراء إنهم يتوقعون تكرار النتائج "المثيرة للإعجاب للغاية" في تجارب لقاحات السرطان على أنواع أخرى من الأورام، بما في ذلك سرطان الثدي والأمعاء.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يجري تطوير لقاحات متعددة للسرطان، لكن لقاح سرطان الجلد الذي تنتجه شركة موديرنا ما زال في مرحلة التجارب السريرية. وهذا يجعل اللقاح، المسمى mRNA-4157، هو المرشح الأول ليصبح أول لقاح تتم الموافقة عليه.
ويجري الآن بالفعل اختبار لقاح سرطان الجلد من "موديرنا" على المرضى في المملكة المتحدة كجزء من تجربة سريرية أكبر للمرحلة الثالثة، إذ يتم تخصيص اللقاحات لكل مريض وتدريب الجهاز المناعي على التعرف على الطفرات الفريدة في الأورام ومن ثم مطاردة تلك الخلايا السرطانية. ثم يتم حقنها في ذراع مرضى سرطان الجلد بعد الجراحة.
وفي حين أن معظم لقاحات السرطان تهدف إلى منع عودة المرض بعد إجراء عملية جراحية لإزالة الورم، إلا أنه يتم إطلاق تجارب لمعرفة ما إذا كان بإمكانها منع الأشخاص من الإصابة بالمرض في المقام الأول.
وقال البروفيسور تشارلز سوانتون، كبير الأطباء في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: " لقد بدأنا نرى تجارب لقاح السرطان الآن في إطار الوقاية. نحن نهدف إلى منع ظهور السرطان في المقام الأول، من خلال تطعيم الأفراد المعرضين للخطر الشديد والمدخنين الشرهين ضد الطفرات التي توجد عادة لدى المدخنين".
ولفتت الصحيفة إلى أن الميلانوما هو نوع من سرطان الجلد يمكن أن ينتشر في جميع أنحاء الجسم. ويؤثر على 16700 شخص كل عام في المملكة المتحدة، ويقتل نحو 2300 شخص.