في وقت تتشدق فيه وسائل الإعلام الرئيسية في الغرب بما يسمى "حرية الصحافة” و”ضرورة كشف الحقائق والتشكيك والمحاسبة” تظهر التغطية الإعلامية لجرائم الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة العكس تماماً، حيث تتلاشى حسب موقع "دي كلاسيفايد يو كيه” البريطاني ما تتبجح به كبرى الصحف والقنوات الغربية حول تغطيتها المحايدة والتزامها مبادئ مهنية بعد انحيازها العلني لـ "إسرائيل” وتطبيعها الإبادة بحق أهالي غزة وابتكار مصطلحات جديدة تناسب مصالح الكيان الصهيوني.
الموقع أشار إلى أن وسائل الإعلام البريطانية والغربية قلبت موازين اللغة والمصطلحات للتغطية على جرائم "إسرائيل” فمحت التاريخ وطبعت الإبادة وحولت المجازر المروعة إلى ضربات جوية دقيقة وجردت الفلسطينيين من إنسانيتهم خدمة لمصالح الاحتلال الإسرائيلي وتحيزاً له.
وأوضح الموقع أن جوانب كثيرة تعمد الإعلام الغربي تجاهلها والامتناع عن تغطيتها بما في ذلك الحقائق غير المريحة بالنسبة لـ "إسرائيل” ومؤيديها وهذا ما حدث تماماً عند تجاهل التقارير العديدة عن دعم الجيش البريطاني للعدوان الإسرائيلي على غزة.
ولفت الموقع إلى الطريقة التي غطت فيها وسائل الإعلام البريطانية تورط لندن في جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة ففي أعقاب عملية طوفان الأقصى في الـ 7 من تشرين الأول الماضي سارع الصحفيون إلى الترويج لنشر الطائرات والسفن والعسكريين لدعم "إسرائيل” حليفة بريطانيا الرئيسية، ثم سارعوا للترويج على أن هذه التحركات العسكرية تهدف إلى "حفظ الأمن” حسب زعمهم ثم تحولوا إلى تكرار المزاعم حول مشاركة بريطانيا بطلعات جوية استطلاعية فقط فوق غزة على الرغم من حقيقة ارتقاء عشرات آلاف الفلسطينيين في غارات جوية وحشية.
وأوضح الموقع أن التقارير المتعلقة بالدعم البريطاني العسكري لـ "إسرائيل” غير موجودة تقريباً في وسائل الإعلام البريطانية والغربية وتم التعتيم عليها بشكل واضح ومقصود في حين أن فشل الإعلام الغربي الرئيسي في تناول الإبادة الجماعية بحق أهالي غزة يتضح بشكل كبير من خلال اللغة المخففة والمتساهلة والتلاعب بالألفاظ والمصطلحات التي يتم استخدامها عند الحديث عن الجرائم المروعة لكيان الاحتلال.