بدعوة من رئيس مجلس الشيوخ الرواندي، الدكتور كاليندا فرانسوا كزافييه، ومندوباً عن رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، قام العين المهندس عبدالحكيم الهندي، رئيس لجنة السياحة والتراث في مجلس الأعيان، بزيارة رسمية إلى جمهورية رواندا الصديقة، يرافقه وفد رسمي من مجلس الأعيان ضم كل من العين عبدالله المطر (عضو - لجنة السياحة والتراث)، والعين المهندس خالد أبو العز ( عضو ومقرر اللجنة).
وفور وصوله إلى العاصمة الرواندية، كيغالي، ألقى الهندي كلمة قال فيها :
فخامة الرئيس بول كاغامي،
أصحاب السعادة أعضاء الحكومة الرواندية،
السادة النواب وأعضاء مجلس الشيوخ،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يشرفني ويسعدني أن أتواجد اليوم في جمهورية رواندا الصديقة، وأن أُستقبل من قبلكم بكل هذا الترحيب و الحفاوة.
إنها لحظة تُعبر عن عمق العلاقات الأخوية بين بلدينا، وعن رغبتنا المشتركة في تعزيز أُطر ومجالات التعاون المثمر.
إن العلاقات الأردنية الرواندية تشهد تطوراً مستمراً يعكس التزام البلدين بتعزيز التعاون والشراكة في مختلف المجالات، وذلك بفضل الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال اللقاء التاريخي بين جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وفخامة الرئيس بول كاغامي.
وتشمل هذه الاتفاقيات مجالات الصحة والعلوم الطبية من خلال تبادل الخبرات بين البلدين وتقديم المنح الدراسية للطلاب الروانديين في بلدهم الثاني الأردن، والتعاون الاقتصادي والتجاري والزراعي، والتعاون في المحافل الدولية من خلال الدعم المشترك من قِبل البلدين للقضايا ذات الاهتمام الواحد، ومن خلال العمل مع المنظمات الدولية، وإطلاق المبادرات والشراكات التنموية التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز التنمية المستدامة في رواندا، وذلك من خلال الاستفادة من خبرات الأردن في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والطاقة المتجددة، هذا بالإضافة إلى اتفاقية إنهاء الازدواج الضريبي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل ومنع التهرب الضريبي وتجنبه.
إننا نسعى إلى توسيع نطاق التعاون بين البلدين الصديقين ليشمل المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية ومكافحة الإرهاب، والعمل على استدامتها لتحقيق المنفعة المشتركة لبلدينا وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
السادة الكرام ..
أود أن أعبر عن مدى امتناني وتقديري العميق لهذه الدعوة الكريمة وللاستقبال الحار الذي حظيت به عند وصولي. وأؤكد على أهمية تعزيز علاقات التعاون بين بلدينا في مختلف المجالات ، وخاصة في مجال السياحة ، خاصة بعد الزيارات الرسمية بين بلدينا في هذا الصدد. تعد السياحة من أهم القطاعات الحيوية في الاقتصاد الأردني ، ويعتبر الأردن من أهم مناطق الجذب السياحي في الشرق الأوسط ، كما أن ميزات الأردن الفريدة تجعله وجهة على مدار العام للسياح والزوار من جميع أنحاء العالم ، وخاصة للسياحة العلاجية. يضم الأردن مجموعة متنوعة من المكونات السياحية ، بما في ذلك المواقع الأثرية والثقافية والدينية والترفيهية والطبية وسياحة المغامرات.
وأود أن أسلط الضوء على نجاح الزيارات الرسمية بين بلدينا ، ولا سيما الزيارة الناجحة التي قام بها مؤخرا وفد من جمهورية رواندا إلى المملكة الأردنية الهاشمية برئاسة هيئة تطوير رواندا، والتي يقع تطوير قطاع السياحة تحت مظلتها، بالإضافة الى مجموعة من المكاتب السياحية ورجال الأعمال وممثلين عن القطاع الطبي والعلاجي والتعليمي الرواندي، و رجال الدين كان يرافقهم عدد من الإعلاميين، و قد قامت هيئة تنشيط السياحة في رحلة تعريفية تضمنت زيارات إلى المثلث الذهبي في جنوب الأردن-العقبة ووادي رم والبتراء-واستمرت في البحر الميت ومادبا وعجلون والمغطس مكان عماد سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام.
كما قام الوفد بزيارات ميدانية للقطاع الطبي ، بما في ذلك زيارات للمستشفيات الخاصة واجتماعات مع جمعية المستشفيات الخاصة ، لمناقشة علاج الروانديين في الأردن وتوظيف أطباء أردنيين متخصصين للعمل في رواندا ، التي تواجه نقصا في العديد من التخصصات الطبية الوفيرة في الأردن.
إننا نتطلع في الأردن للاستكشاف في المشاريع المشتركة التي تخدم مصالح البلدين ، حيث أن رواندا وجهة سياحية فريدة وجذابة بسبب جمالها الطبيعي المذهل وتراثها الثقافي الغني وشعبها المضياف.
كما أنني أؤكد على أهمية مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والعمل سوياً لدعم جهود سيدي جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، المبذولة لحل الصراعات وتكريس الاستقرار والأمن، خاصة فيما يتعلق بفلسطين و الجهود الرامية الى حل الدولتين ، فنحن ندرك أن الأوضاع الراهنة في المنطقة قد أثّرت سلباً على السياحة في الأردن، ولكننا نعمل جاهدين لتجاوز هذه التحديات وتعزيز الاستقرار الذي يخدم مصلحة الجميع.
في الختام، أتقدم بالشكر الجزيل لكم على حفاوة الاستقبال، وأتطلع إلى لقاءات مثمرة تحقق تطلعاتنا المشتركة، وتُقوّي أواصر الصداقة بين بلدينا.
شُكْرًا لَكُم
وحفلت زيارة الهندي إلى رواندا، بالكثير من النشاطات والفعاليات واللقاءات المهمة التي هدفت إلى تمتين العلاقات بين رواندا والأردن، ففضلاً عن لقائه برئيس مجلس الشيوخ الرواندي، الدكتور كاليندا فرانسوا كزافييه، فقد التقى الهندي رئيسة لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية في مجلس الشيوخ الرواندي (البرلمانية نكوسي جوفينال)، و وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي (البرلماني أوليفييه ندوهونغيري)، والرئيس التنفيذي لمجلس تطوير رواندا (غاتاري فرانسيس)، ورئيسة اتحاد القطاع الخاص (موبيلجي جان فرانسوا)، والرئيس التنفيذي لمركز كيغالي المالي الدولي (باريجي نيك)، ومؤسِّسة فاتييل (نيومباير نيكول)، والرئيس التنفيذي لخطوط الطيران الرواندية (إيفون ماكولو)، و وزيرة الدولة المكلفة بالاستثمار وتعبئة الموارد (البرلمانية روساغارا تيستي)، والرئيس التنفيذي لمجلس الضمان الاجتماعي الرواندي (روغمانشورو ريجيس)، و وزير الزراعة والموارد الحيوانية (إيلديفونس موسافيري)، ونائب محافظ البنك المركزي الرواندي (بنك رواندا الوطني) (الوزير هيريات مودست سورايا هاكوزياريمي).
وركزت مباحثات الهندي والوفد المرافق في كل تلك اللقاءات، على تقوية أواصر العلاقات بين البلدين الصديقين، كما تم بحث سبل التعاون بالمستقبل في كل المجالات، لا سيما في المجال الاقتصادي والسياحي والزراعي وغيرها، وبما ينعكس إيجاباً على البلدين وعلى الشعبين الصديقين.
كما قام الوفد الأردني بالعديد من الجولات التي شملت كل من نصب الإبادة الجماعية في كيغالي، والمتحف المعني بالحملة ضد الإبادة الجماعية.
كما تجول الوفد في كيغالي، عاصمة روندا، واطلعوا على ما شهدته من تطور ما بين الماضي و الحاضر.
وأكد الهندي والوفد المرافق، في كل اللقاءات والجولات التي قاموا بها، على أن هذه الزيارة تأتي في سياق الجهود الكبيرة التي يقوم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، في توطيد علاقات الأردن الدولية، وفي توسيع قاعدة شراكاته السياسية والاقتصادية، وتمتينها، مؤكداً بأن صاحب الجلالة، وعلى مدى سنوات طويلة، بنى كل تلك العلاقات على أسس متينة وفاعلة، وقائمة على الاحترام الذي يُلاقى به الأردني أينما حل.
ورافق الوفد الأردني طيلة فترة زيارته إلى رواندا، عضو مجلس الشيوخ الرواندي سعادة "بيديري جون بوندز"، وسفيرة جمهورية رواندا لدى المملكة الأردنية الهاشمية اوروجيني باكوراموستا، وهذا إن دل، فإنه يدل على عمق ومتانة العلاقات بين الأردن ورواندا، وهي التي أرسى دعائمها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وفخامة رئيس جمهورية روتندا بول كاغامه.