تصادف اليوم ذكرى استشهاد المقدم الركن معاذ الدماني الحويطات
الأحد-2024-08-11 | 01:48 pm
نيروز الإخبارية :
نيروز خاص ـ عمان
في صباحٍ هادئ تزينه السماء الزرقاء، وقف المقدم الركن معاذ خميس فرج الدماني الحويطات، قائد كتيبة 17 للمهمات الخاصة، بصلابة الجبال وعزيمة الأسود. كلماته الأخيرة التي نطق بها كانت تعبّر عن شجاعة لا تعرف الخوف وتفانٍ لا يعرف التراجع: "أنا لا أخاف الموت إذا الموت حان، فالموت سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلاً". هكذا اختار الشهيد البطل أن يرحل، واقفاً كشجرة صنوبر عتيقة، متمنياً أن تكون شهادته في سبيل الدفاع عن وطنه الأردن الغالي وعن القيادة الهاشمية المظفرة.
كان معاذ الحويطات أكثر من مجرد قائد عسكري. لقد كان رمزاً للشجاعة والولاء، نجمًا ساطعًا في سماء القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية. كان رجلاً ذو خبرة واحترافية عالية، يُبرز في كل منصب ودورة تولى فيها المسؤولية، وكان مثالاً في قيادته وفي تمسكه بالقيم والمبادئ.
ولد الشهيد معاذ في كنف قبيلة الحويطات العريقة، المعروفة بصدقها وحبها العميق للقيادة الهاشمية. من صغره، تربى على قيم الكرم والوفاء والشجاعة، التي تميز بها أبناء البادية الأردنية. درس في مدارس الثقافة العسكرية في الجفر، حيث أظهر تفوقًا ملحوظًا في دراسته، ما أهله للالتحاق بجامعة مؤتة الجناح العسكري.
لم يكن تميزه في الأكاديميات العسكرية صدفة، فقد عُين قائداً للمراسم في عام 2006، وتوج مسيرته بالحصول على "سيف الشرف" من يد الملك عبد الله الثاني، إشارة واضحة على تقدير القائد الأعلى لشجاعته وتفوقه. ولم يتوقف عند هذا الحد، بل استمر في تسلق مراتب القيادة العسكرية حتى أصبح قائداً لكتيبة 17 للمهمات الخاصة.
معاذ كان دائمًا في الصفوف الأولى، يقود بجرأة وإقدام في العمليات البطولية التي خاضها ضد الأعداء، وكان آخرها تلك العملية البطولية في السلط، حيث قاد جنوده بشجاعة للقضاء على ثلة من الإرهابيين. وعندما جاءته رصاصة الغدر، كانت النهاية كما تمناها دائماً: شهادة في سبيل الوطن.
بكى على معاذ الوطن كله، من المدن إلى القرى، من البوادي إلى السهول. رحيله كان خسارة لا تعوض، لكنه ترك خلفه إرثاً من البطولة والشجاعة التي ستبقى خالدة في ذاكرة الأردن وأبنائه.
نودعك يا معاذ بقلوب ملؤها الحزن والفخر، ونقول كما قال رفاقك:
"لا تدفنوه فما في الأرض منزله
هاتوا البراق إلى رضوان يحمله
لا تغسلوه فإن الماء يخدشه
اتو بزمزم مع جبريل يغسله"
رحمك الله يا شهيدنا البطل، وجعل مئواك الجنة، مع الأنبياء والشهداء والصالحين.