في حفل زفاف بسيط، كان هناك لقاء غير متوقع بين معلم وتلميذه الذي لم يره منذ أكثر من ثلاثة عقود. كان المعلم قد نسي ملامح الطالب، ولكن الطالب لم ينسَ أبدًا الدرس الأخلاقي الذي تعلمه من هذا المعلم.
بعد أن شاهد تلميذه القديم، اقترب الأخير منه بخجل وامتنان، وسأله: "هل تتذكرني يا أستاذي؟". كانت ملامح الطالب مليئة بالتقدير والاحترام، لكن صوت صوته حمل شعورًا بالخزي. أجاب المعلم العجوز بكل بساطة: "لا يا بني".
روى الطالب القصة التي غيرت حياته، القصة التي جعلته ينمو ليصبح إنسانًا أفضل. عندما كان صغيرًا، سرق ساعة من زميله في الصف. حين اكتشف الطالب الآخر فقدان ساعته، بكى بشدة، ما دفع المعلم إلى اتخاذ قرار غير عادي. طلب من جميع التلاميذ أن يقفوا في صف واحد وأن يغمضوا أعينهم، ثم بدأ بتفتيش جيوبهم واحدًا تلو الآخر.
وصل المعلم إلى جيب التلميذ السارق، سحب الساعة بهدوء دون أن يلفت الأنظار، وأعادها إلى صاحبها دون ذكر اسم السارق. مرّت السنوات ولم يحدث المعلم التلميذ عن تلك الحادثة، ولم يخبر أحدًا عن السرقة، تاركًا التلميذ يواجه درسه الأخلاقي بمفرده.
قال الطالب بعد انتهاء القصة: "كيف لا تذكرني يا أستاذي؟ لقد غيّرت تلك الواقعة حياتي، وجعلتني أقسم ألا أسرق شيئًا مهما كان صغيرًا". ابتسم المعلم، وربت على كتف تلميذه قائلاً: "بالطبع أتذكر يا بني، لكن ما لا تعلمه هو أنني كنت أيضًا مغمض العينين أثناء التفتيش، حتى لا يترسب في قلبي شيء ضدك، وليبقى السر محفوظًا في ظلمة العينين."
هذه القصة ليست مجرد حكاية عن سرقة ساعة، بل هي درس عميق في التربية والأخلاق. لقد أظهر المعلم قيمة عظيمة عندما اختار أن يحمي كرامة تلميذه، حتى في أصعب اللحظات. إن هذه الحكاية تلخص جوهر التعليم، وهو ليس مجرد نقل للمعرفة، بل بناء للإنسانية والأخلاق في قلوب الطلاب.
حقًا، كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
"قم للمعلم وفه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا