أوضحت ورقة تقدير موقف وضعها مركز رصد للدراسات السياسية في العاصمة البريطانية لندن أن هناك حاليا تنافسا واضحا بين كلا من زاهر جبارين رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضفة الغربية من جهة وبين خليل الحية المرشح لمنصب نائب السنوار بشأن التعاطي مع بعض من الملفات الدقيقة بالحركة.
الورقة قالت إن جبارين وهو المسؤول عن ملف الأسرى وبعد تعيين العاروري بات مسؤولا أيضا عن ملف الضفة الغربية ، غير أن هناك بعض من الآراء في الحركة تشير إلى أنه لم يحقق الكثير من الإنجازات في كلا الملفين.
ونوهت الورقة إلى أن خليل الحية المقرب من رئيس حركة حماس هو المقرب من يحيى السنوار ، غير آن استطلاع آراء قيادات الحركة توضح إن هناك رأيان مختلفان في قيادة حماس حول تعيين الحية أو جبارين.
الورقة أشارت إلى الكفاءة السياسية التي يتمتع بها خليل الحية ، فضلا عن علاقته الوثيقة بالعديد من الدول العربية ، وإيمانه في كثير من مواقفة بالمواقف المصرية على سبيل المثال ، فيما يحظ زاهر جبارين بالكثير من الخبرات السياسية ، خاصة وأنه كان دوما مرافقا ومقربا للشهيد صالح العاروري ويدير الكثير من الملفات الدقيقة.
اللافت هنا أن المنحى الديمقراطي الذي تتسم به حركة حماس ، فضلا عن صعوبة التواصل مع يحيى السنوار زعيم الحركة حاليا في ظل المعارك الدائرة في غزة يمنعه من طرح أسم حاسم ليكون خليفة له ، وهو ما يزيد من الحدة التنافسية بين الحية وجبارين.
جدير بالذكر آن خليل الحية هو العقل المفكر المقرب من يحيى السنوار ، ويمتلك تاريخا متميزا في الإدارة السياسية والعمل في الحركة ، بينما يمتلك جبارين لغة سياسية قوية ، وكان له موقفا حازما عندما خرج لينفي وجود أي خلافات بين حركة حماس وقطر ، وان كل ما قيل في هذا الصدد عار تماما عن الصحة ، خاصة بعد طرح فكره انتقال مكاتب حركة حماس من قطر إلى تركيا.
ويشير التليفزيون الفرنسي في تقرير له إنه يُعرف عن نائب رئيس الحركة في غزة خليل الحية أنه مقرب من يحيى السنوار الذي تتهمه إسرائيل بأنه أحد العقول المدبرة لهجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، وقائد حماس في غزة.
وفي عام 2006، قاد خليل الحية كتلة حماس في المجلس التشريعي بعد فوز الحركة في آخر انتخابات فلسطينية نظمت بعد قيام السلطة الوطنية، واندلعت بعد فترة غير طويلة منها اشتباكات مسلحة مع حركة فتح برئاسة محمود عباس.
ويعتبر خليل الحية من أبرز مؤيدي الكفاح المسلح ضد إسرائيل. وقد نجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية لا سيما في العام 2007 حين أدى استهداف منزله في شمال قطاع غزة إلى مقتل عدد كبير من أفراد عائلته.
فيما أشار نفس التقرير إلى أن زاهر جبارين و الذي يتولى منذ فترة طويلة إدارة الشؤون المالية لحماس كان مقربا من الشهيد إسماعيل هنية، حتى أنه وُصف بأنه ذراعه اليمنى.
وقد اعتقلته إسرائيل وأطلق سراحه في عام 2011 خلال عملية تبادل بين أسرى فلسطينيين والجندي جلعاد شاليط الذي أسرته حماس وبقي لديها خمس سنوات.
قام جبارين الذي يعد مقربا من تركيا حيث أقام لفترة، بتجنيد أشخاص للقيام بأنشطة غسيل أموال واسعة النطاق، تم القبض على اثنين منهم في إسرائيل في عام 2018. كما شارك في عمليات نفذها الجناح المسلح لحركة حماس.
عموما بات من الواضح أن التطورات السياسية الحاصلة في حركة حماس الآن تلفت الأنظار إلى نائب رئيس الحركة المقبل ، والذي سيكون منصبة مهما ودقيقا خلال الفترة المقبلة.