اختتمت اليوم فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر امفنت الإقليمي الثامن بمنتدى بعنوان "الصحة العامة في غزة: الأولويات والحلول". استغرق المنتدى ساعتين، شهد خلالهما المشاركون نقاشا معمقا حول التحديات الراهنة التي تواجه قطاع الصحة العامة في غزة، مع التركيز على استكشاف الحلول المبتكرة والاستراتيجيات الفعالة لإعادة بناء نظام صحي أكثر مرونة وقدرة على الصمود.
قاد النقاش لجنة من خبراء الموضوعات وكبار المسؤولين في وزارة الصحة الفلسطينية بما في ذلك مدير عام الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة الفلسطينية ومدير برنامج البورد الفلسطيني لطب العائلة، الدكتور موسى عابد، والدكتور يحيى عابد، مدير منظمة جذور في غزة الذي انضم من شمال غزة، والدكتور ريتشارد برينون، المدير الإقليمي للطوارئ لمكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، والدكتور عبد اللطيف حسيني، أستاذ الصحة العامة في جامعة بيرزيت، والسيد نيكولاس إيسلا، أخصائي الصحة الأول بأمانة صندوق الجائحة.
أكد الدكتور موسى عابد على حجم الكارثة التي تعرض لها القطاع الصحي في غزة، قائلا: "تعرضت المستشفيات لحوالي 5000 هجوم، ما يستدعي إعادة بنائها بشكل كامل". من جهته، أكد الدكتور يحيى عابد على الحاجة إلى إصلاح شامل لنظام الرعاية الصحية في غزة، مع التركيز على تعزيز الرعاية الصحية الأولية، وضمان وصول جميع المواطنين إلى الخدمات الأساسية، وتحسين البنية التحتية الصحية.
أكد العميد الدكتور يوسف زريقات على الدور الأردني في دعم الشعب الفلسطيني تحت رعاية سامية من جلالة الملك عبد الله الثاني، مشيرا إلى إنشاء خمسة مستشفيات في فلسطين، بما في ذلك مستشفى ميداني في قطاع غزة. من جانبه، تحدث الدكتور ريتشارد برينون عن الوضع في المنطقة، مشيرا إلى الدمار الشامل والتحديات الجسيمة التي تواجه تقديم المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى التهديدات المستمرة التي يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني وتدمير البنية التحتية الصحية.
وعلى صعيد مشابه، أوضح السيد نيكولاس إيسلا أن مشروع "تعزيز الوقاية من الجوائح والاستعداد والاستجابة في الضفة الغربية وغزة" يهدف إلى سد الثغرات الحالية في أنظمة المراقبة والمختبرات، وتعزيز الحوكمة والتنسيق بين القطاعات المختلفة، وذلك لدعم جهود الوقاية من الجوائح والاستعداد لها والاستجابة الفعالة لها في سياق الضفة الغربية وغزة.
تناول المشاركون في هذا المنتدى فرص التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية، سواء داخل الإقليم أو خارجه، وذلك من أجل تضافر الجهود وتعبئة الموارد اللازمة لتطوير استراتيجيات عملية لتحقيق تحسينات مستدامة في مجال الصحة العامة.
كما تم خلال جلسة نقاش تفاعلية استكشاف الاحتياجات الملحة لمقدمي الرعاية الصحية العاملين في ظل الأزمات، ووضع استراتيجيات عملية للتغلب على هذه التحديات. وشملت هذه الاستراتيجيات ضرورة وقف إطلاق النار فورا، وإعطاء الأولوية للأمراض السارية وغير السارية والصحة النفسية، إلى جانب تطوير قدرات الكوادر العاملة وتعبئة الموارد اللازمة لذلك.