يحتفل السعوديون، غدا الإثنين، باليوم الوطني 94، وسط امتنان وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قائد مسيرة التنمية.
ويقام احتفال هذا العام تحت شعار "نحلم ونحقق"، في إشارة إلى نجاح القيادة السعودية في تحويل أحلام السعوديين بالتنمية والرخاء والازدهار إلى حقائق، تتجسد على أرض الواقع في مشاريع النهضة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعلمية التي تشهدها بلادهم تحت مظلة "رؤية 2030".
وفي كل عام ومع احتفالات اليوم الوطني يستحضر السعوديون سيرة ومسيرة المؤسس وملكها وولي عهده بقلوب تفيض بمشاعر الامتنان والوفاء والتقدير.
مشاعر امتنان ووفاء للملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، الذي وحد البلاد تحت اسم "المملكة العربية السعودية" في مثل هذا اليوم قبل نحو 9 عقود، تحديدا في شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر/أيلول 1932، وهو التاريخ الذي يحتفل فيه السعوديون بذكرى اليوم الوطني.
وفاء وتقدير أيضا يكنه السعوديون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (نجل الملك المؤسس) وولي عهده الأمير محمد بن سلمان (حفيد الملك المؤسس)، اللذين يستكملان مسيرة الإنجازات سيرا على درب المؤسس.
إنجازات توجها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بإصدار أمر ملكي قبل أيام باعتماد النظام الأساسي لمؤسسة الملك سلمان غير الربحية، التي تأتي امتداداً لأعمال خادم الحرمين الشريفين الخيرية والإنسانية.
سيرة حافلة بالعطاء
مسيرة إنجازات تتوالى لتتوج احتفالات وطن بذكرى مهمة، يستذكرون خلالها سيرة قائد التنمية التي ترتبط بذكرى تأسيس الدولة.
ولد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في 31 ديسمبر/كانون الأول 1935 بعد 3 أعوام فقط من قيام والده بتوحيد الدولة وتحويل اسمها من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية يوم 23 سبتمبر/أيلول عام 1932م، الموافق 17 جمادى الأولى عام 1351هـ.
والملك سلمان هو الابن الـ25 من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، ونشأ مع إخوته في القصر الملكي بالرياض، حيث كان يرافق والده في اللقاءات الرسمية مع ملوك وحكام العالم.
وقد عاصر الملك سلمان جميع ملوك المملكة منذ تأسيسها على يد والده، وعمل معهم منذ أن دخل العمل السياسي في الـ19 من عمره أميرا لمنطقة الرياض بالنيابة عام 1954.
وفي العام التالي عين أميراً لمنطقة الرياض، إحدى أكبر مناطق السعودية في المساحة والسكان وعاصمة الدولة، خلال الفترة من 18 أبريل/نيسان 1955 حتى استقالته في 25 ديسمبر/كانون الأول 1960، لكن في 4 فبراير/شباط 1963 أعيد تعيينه أميراً للمنطقة نفسها، ليستمر في منصبه لأكثر من 5 عقود، أشرف خلالها على عملية تحول المنطقة من بلدة متوسطة الحجم يسكنها نحو 200 ألف نسمة إلى إحدى أسرع العواصم نمواً وتطورا في العالم العربي.
وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 صدر قرار من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بتعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز آنذاك وزيراً للدفاع، وشهدت الوزارة في عهده تطويراً شاملاً لجميع القطاعات في التدريب والتسليح.
ثم في 18 يونيو/حزيران 2012، أصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً باختياره ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع.
الملك السابع
عقب وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في 23 يناير/كانون الثاني 2015 (الموافق 3 ربيع الآخر 1436هـ) تمت مبايعته ملكاً، ليصبح الملك سلمان بن عبدالعزيز سابع ملك للمملكة العربية السعودية.
ومنذ مبايعته شهدت المملكة المزيد من الإنجازات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية.
وعقب توليه الحكم أعاد تشكيل مفاصل الدولة على مختلف الأصعدة، فقد أصدر أمرا ملكيا في 29 يناير/كانون الثاني 2015 تضمن إلغاء 12 لجنة ومجلسا، أبرزها مجلس الأمن الوطني والمجلس الاقتصادي الأعلى.
واستبدلهما بمجلسين يرتبطان تنظيميا بمجلس الوزراء هما "مجلس الشؤون السياسية والأمنية" و"مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية"، ويترأسهما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويقومان برسم سياسات المملكة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
إنجازات بالجملة
اقتصاديا، ولمواجهة تحدي انخفاض أسعار النفط أعلنت السعودية في 25 أبريل/نيسان 2016 رؤية اقتصادية لعام 2030، تهدف إلى خفض اعتمادها على النفط، المصدر الرئيسي للدخل.
وبعد 8 سنوات من إطلاقها حققت برامج الرؤية نسبة نجاح فاقت المستهدف.
فعلى سبيل المثال سجَّلت المملكة زيادة تاريخية في أعداد المعتمرين من الخارج، حيث بلغت 13.56 مليون معتمر، متجاوزة مستهدف عام 2023 المقدر بـ10 ملايين، ومقارنة بخط الأساس البالغ 6.2 مليون معتمر، ويبلغ المستهدف العام للرؤية 30 مليون معتمر، فيما بلغ عدد المتطوعين لخدمة ضيوف الرحمن أكثر من 131 ألف متطوع، متجاوزا مستهدف العام البالغ 110 آلاف متطوع.
وبلغ عدد المواقع التراثية السعودية المدرجة لدى اليونسكو 7 مواقع، متجاوزا مستهدف العام المقدر بـ6 مواقع، مقارنة بخط الأساس البالغ 4 مواقع، ومقاربة من مستهدف عام 2030 البالغ 8 مواقع، وكان آخر تلك المواقع المسجلة بقائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) محمية "عروق بني معارض".
ونظير مكانة المملكة الإقليمية والدولية، وجراء الدعم غير المحدود من القيادة السعودية فازت المملكة باستضافة معرض إكسبو 2030 بمدينة الرياض، بعد أن اختارها العالم في منافسة مع مدينتي بوسان في كوريا الجنوبية، وروما في إيطاليا، إذ حصلت المملكة على 119 صوتا يمثل الأغلبية.
وفي مجال السياحة وصل عدد زوار المملكة إلى 106 ملايين زائر منهم 27,4 مليون زائر دولي، لتصبح في المركز الثاني بنسبة نمو السياح الدوليين.
وتحقيقا لمستهدفات رؤية المملكة للارتقاء بجودة الحياة، بلغت القيمة الفعلية لمعدل متوسط العمر المتوقع 78.10 سنة مقارنة بخط الأساس المقدر 77.6 سنة، فيما يبلغ مستهدف الرؤية 80 سنة، وتخطت نسبة التجمعات السكانية بما فيها الطرفية المغطاة بالخدمات الصحية مستهدف عام 2023 بنسبة 96.41%، حيث بلغت نسبة المستهدف 96%، مقارنة بخط الأساس المقدر بنسبة 84.13%. فيما يبلغ مؤشر الرؤية 99.5%.
السياسة الخارجية
وعلى صعيد السياسة الخارجية، وضع الملك سلمان بن عبدالعزيز إطارا عاما في خطابه أمام مجلس الشورى، في 14 ديسمبر/كانون الأول 2016، لسياسة بلاده الخارجية، مؤكدا أن "خيار الحل السياسي للأزمات الدولية هو الأمثل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو السلام"، وهي السياسة التي تلتزم بها المملكة حتى اليوم في إطار حرصها على دعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وهو ما أكده مجددا قبل أيام، في الخطاب الذي ألقاه نيابة عنه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى 18 سبتمبر/أيلول الجاري.
وأكد خلاله أن "المملكة حريصة على التعاون مع كل الدول الفاعلة في المجتمع الدولي، متيقنة أن ما يحمي البشرية ويصون قيمها الحضارية هو السعي المشترك إلى مستقبل أفضل مبني على التعاون المثمر بين الدول والشعوب، واحترام استقلالية الدول وقيمها والأخذ بمبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتجنب اللجوء إلى القوة في حل النزاعات".
وبين أن "المملكة تسعى إلى تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، من خلال بذل الجهود للوصول إلى حلول سياسية للأزمات في اليمن والسودان وليبيا وغيرها، وكذلك تدعم الحلول في الأزمات الدولية مثل الأزمة الروسية الأوكرانية".
وتحل ذكرى اليوم الوطني الـ94 في وقت تمضي فيه المملكة في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية 2030، مستهدفة تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته في المجالات كافة، وإرساء أسس جديدة لتنويع مصادر الدخل.
أيضا تحل الذكرى في وقت تتعاظم فيه مكانة المملكة السياسية ويتزايد دورها المهم والمحوري والمؤثر على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتتعزز ريادتها وتواصل جهودها لتعزيز التضامن العربي والخليجي والإسلامي.