يشعرك لقاء معالي الاستاذ يوسف العيسوي رتيس الديوان الملكي العامر بالدفء والطمأنينة بإشراقة ابتسامته التي لاتغادر قسمات وجهه رغم ذلك الجهد الكبير والمضني الذي لا يقوى عليه الا ذوو الهمة العالية والمخلصون الأوفياء لقيادتهم ووطنهم حيث يوصل الليل بالنهار حتى في أيام العظلة الرسمية ويستيقظ منذ الساعة الرابعة صباحا مفعما بالنشاط والايجابية وعزيمة الشباب وحكمة الشيوخ ذلك الرجل الوطني الغيور والمخلص لجلالة الملك ولرسالة الهاشميين في أردننا الواحد الموحّد الذي أمضى مايزيد على 66 عاما من العمل كضابط في القوات المسلحة وفي الديوان الملكي مواظبا وملتزما إيمانا منه بأن العمل عبادة، كما هو رسالة مؤتمن على حملها يجب أن تؤدىّ بضمير مؤسسي مسوؤل.
وأنت تتحدث إلى معالي أبي الحسن تجد الرجل المتواضع من غير ضعف، وتجد تلك القيم النبيلة وأدب الحوار والتفاني والصدق والعزيمة التي يوجهها خدمة للأردن الأغلى حيث نال ثقة جلالة سيدنا الملك المعزّز عبد الله الثاني بن الحسين بحمل أجندة وطنية بإمتياز وهو يستقبل كافة فسيفساء أبناء الوطن بدفء اللقاء وصدق السريرة وطيب المعشر حيث صقلت شخصيته مدرسة الجندية كضابط وقائد التي أعطته القدرة على الانجاز وتقدير الوقت والعمل، كما كان القريب من جلالة الملك فقد اكتسب من قيم الهاشميين النبيلة حيث التواضع والقدرة على تقدير المواقف وتقييمها بمهنية عالية وإخلاص عز نظيرها.
والمتابع ذلك النشاط الدؤوب والمستمر والهمة العالية التي يقوم بها معالي رئيس الديوان الملكي بأمانة رجل الدولة المسؤول ينفذ بتفان وأخلاص رؤى ورؤية جلاللة سيدنا وهو يجوب كافة أرجاء الوطن يتابع تنفيذ المبادرات الملكية من مشاريع اقتصادية وتنموية وإجتماعية وصحية جعلته قريبا إلى قلوب الأردنيين جميعا يكرّس نهج الهاشميين في تواضعهم وعطائهم ليبقى أردننا بإذن الله قويا بقيادته الهاشمية الحكيمة وبرجالاته الأوفياء المخلصين الذين يوصلون الليل بالنهار من أجل نهضته وتقدمه وازدهاره.
وهو الحريص أيضا على متابعة وضع مريض هنا وهناك أو تسليم سكن لعائلة محتاجة أو إفتتاح مركز ثقافي أو حديقة بلدية أو مركز صحي متقدم لمعالجة المرضى فهو بحق يد الخير ومنبع الوفاء التي تساند جلالة الملك وتنفذ توجيهاته السامية بكل أمانة وإتقان وهو العسكري الذي تربّى في مدرسة الجندية ضابطا وقائدا ناجحا مثلما هو القوي الأمين في رئاسة الديوان الملكي العامر .... فطوبى لكل المخلصين على إمتداد الوطن تلك الأرض الطاهرة والمضمخة بدماء الشهداء في مؤتة واليرموك والتي يفوح شذاها كرامة وكبرياء لوطن سيجناه بالوفاء وعمق الانتماء وصدق الولاء لقيادة هاشمية أردنية القالب والمضمون وعربية النهج والرسالة.
وأذكر هنا، موقفا ما زال محفورا في الذاكرة، حيث تشرفّت قبل عدة سنوات وتحديدا في نهاية شهر نوفمبر عام 2019 مع مجموعة من الزميلات والزملاء الأكاديميين وأساتذة الجامعات وعدد من أصحاب الرأي والفكر بزيارة الديوان الملكي الهاشمي العامر حيث قدّمت أفكار وملاحظات تتعلق بالشأن العام والقضايا الوطنية ودار حوار تضمن ضرورة ترتيب الأولويات الوطنية المتمثلة بتحقيق دولة الانتاج في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها بلدنا، وأن الاهتمام بقطاعات الانتاج من زراعة وصناعة، وإقامة المشاريع المنتجة، وإستغلال طاقة الشباب وإستثمارها الأستثمار الأمثل، والتوجه نحو التعليم المهني واقعا ملموسا، وإدارة الموارد بفاعلية وضبط النفقات، كلها محاور مهمة تسهم في زيادة النمو الاقتصادي والتقليل من نسب البطالة.
وأمر آخر تمت الاشارة اليه،هو أن نسّمي الامور بمسمياتها وبكل جرأة ووضوح ودون أن يتسم المشهد بالرمادية أحيانا وسياسة المجاملة والاسترضاء على حساب مصالح الوطن العليا أحيانا أخرى، فأردننا دائما، وفي هذا الوقت بالذات بحاجة إلى كل جهد مخلص وصادق يصب في الصالح العام وفي كافة المجالات، ولا ينظر الى اية مطامع شخصية رخيصة أو التقوقع حول الذات، لأن الوطن أكبر منا جميعا فهو الأبقى والأقوى بإذن الله.
وسيبقى الديوان الملكي مشرّع الأبواب بيتا للأردنيين والعرب حيث يترسّم معالي الاستاذ العيسوي خطى جلالة الملك بإخلاص وصدق رجلا مسؤولا وأمينا ينبض بالحيوية والنشاط الدائم والعمل الخيّر الذي ينفع الناس ويمكث في الأرض لنكون دائما في خندق الوطن والأمة نمضي أوفياء في حمل رسالة الأردن العربي الوجه والرسالة، وستبقى القلوب والعقول تتجه بوصلتها صوب الديوان الملكي العامر بيت الأردنيين الذي يشكّل إحدى الثوابت الوطنية التي هي موضع ثقتنا جميعا...هذا المكان الذي ’يوحدنا جميعا في أردن العزم لنوصل رسالة مفادها اننا مع جلالة مليكنا المفدى الذي يحظى بمحبة شعبه وتقدير العالم لخطواته الشجاعة وفكره النابض قوة وعزيمة، وانسانيته العظيمة.
نعم، كلنا في خندق الوطن ومع قيادتنا الهاشمية الحكيمة في كل الظروف والأحوال، وعلى العهد سائرون لننهض ببلدنا هذا البلد الأمين بقيادته الهاشمية نحو العلى والتقدم والإنجاز المستمر وبوركت سواعد الأمناء الأوفياء أمثال معالي الأستاذ يوسف العيسوي الذين يوصلون الليل بالنهار وهم في قمة الرضا والسعادة ليروا الأردن الوطن الأعز والأغلى نجما ساطعا يبدد العتمة ليضيء درب الكرامة والمجد، وليكون شامخا قويا وسندا لشعبه وأمته من الماء إلى الماء. وحمى الله أردننا الغالي، ودامت هذه الرحاب العامرة بيتا للأردنيين، ودام جلالة الملك سيدا وقائدا وحفظ الله سمّو ولي العهد الأمين.