أثار تصريح أحد النواب الأردنيين حول مهرجان جرش الثقافي جدلًا واسعًا، حيث وصف المهرجان بعبارات تقلل من قيمته الثقافية والتراثية. وقد اعتبر العديد من المراقبين أن هذا الموقف يعكس نقصًا في الوعي بقيمة هذا المهرجان الذي يمتد تاريخه عبر العقود، وهو جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية الأردنية.
مهرجان جرش، الذي يُعد من أبرز الفعاليات الثقافية في الأردن، يجسد التراث الأردني الأصيل ويسهم في تعزيز السياحة والاقتصاد الوطني. منذ انطلاقه، شكل المهرجان منصة للفنانين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم، ليقدموا أعمالهم الفنية والثقافية في جو يهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي والانفتاح على العالم. إضافة إلى ذلك، فإن المهرجان يسهم في دعم الاقتصاد المحلي من خلال جذب آلاف الزوار والسياح سنويًا.
لا شك أن الحفاظ على التراث الوطني وتعزيزه من خلال فعاليات مثل مهرجان جرش هو من أولويات المجتمع الأردني، حيث يساهم هذا الحدث في نشر الوعي حول التاريخ والتراث الوطني للأجيال الصاعدة. ولذلك، فإن أي رأي يوجه للنقد يجب أن يتم بعناية واحترام للتراث، مع تجنب استخدام ألفاظ قد تسيء إلى الجهود الكبيرة التي تبذل في سبيل تعزيز الهوية الوطنية.
وفي ظل الدور المحوري الذي يلعبه الأردن في الحفاظ على تاريخه وتراثه، يجب على النخب السياسية والشعبية دعم مثل هذه الفعاليات والعمل على تعزيزها بدلًا من تقويضها، فالتراث الأردني ليس فقط تاريخًا، بل هو حاضره ومستقبله، ويجب أن يتم التعامل معه بحكمة ووعي.
تصريحات النائب المثيرة للجدل حول مهرجان جرش قد تكون فرصة لإعادة التفكير في كيفية تعزيز الحوار البنّاء حول الفعاليات الثقافية في البلاد، ودور النخب السياسية في توجيه المجتمع نحو فهم أعمق لتراثهم وهويتهم الوطنية، بدلًا من خلق انقسامات أو إصدار أحكام غير مدروسة قد تؤثر سلبًا على صورة الأردن الثقافية.