سامحك الله يا مبدعتنا " سهير التل " بعد ان تسببت في ليلتين من الوجد والحزن والقلق لفقدان حبيب عبر نص نشرته على صفحتها كذكرى عن فقيدنا وقصة قصيدته المغناة " هلي يا هلي مهبشين الهيل "
وكيف أوحت لحبيب في مطلعها "
وجالت الذكرى والتساؤلات ان في وطني كثيرة هي الأشياء التي تجري بالعكس !!
فالكرام يهمشون والمبدعون يبتلون بالإقصاء تارةً وبالتعمد في تركهم على حافة الحياة والأشياء !!
لست ممن جمعتهم مع حبيب علاقات صداقة او معرفة مباشرة لزمن وإنما لصدفة بحتة لقيته فيها قبل رحيله للرفيق الأعلى بمدة ليست طويلة عند دعوته لزيارة ابوظبي !!
وجدته وحيدا ً محتقناً وكأنه يلملم أيامه الباقية والأسى ساكن نفسه من جور التخلي من أصدقاء زمنه ومن قسوة المؤسسات عندما يعتليها أفاقين وقساة ٌ ونكد !!
لمحت عينين مغرورقتين فيهما حزن ٌ واضح وحشرجات فاضحة تفوق الوصف من حدة القهر وكيد الرجال ومن قال ان الرجال لا يكيدون !!
بعد حديث مبسط معه وفي لحظة لا تخلو من البوح شعرنا معاً اننا ولدنا في العالوك تحت سنديانة معتقة ودرجنا في مرابع الصبا معاً في قريتنا التي تحتل خاصرة المفرق حيث إمتداد ربعنا وربعه من الأهل !!
وطلب ان نغادر المكان في نزق الشاعر مع انه كان مدعواً رئيسياً !!
وعلى عجل إستجبت له رغم التزامي مع آخرين وتجولنا في شوارع ابوظبي في جو غاية في الازدحام بالآلام والحنين وكثيراً من البحث عن مواضيع للحوار المتدفق بين مغترب طوعاً عن وطنه وبين حالة مبدع ٍ يعاني الإغتراب في وطنه !!
وقال جملة لا أنساها بعد ان حاولت ان اشرح له بإعتذاري عن قراري في الإبتعاد عن مشاهد وحياة لا إطيق الاستمرار في نهجها المتعرج للعلاقات والمواقف فمثلي يا حبيب لا يقوى على المناكفات والاصطياد وركوب الموج !! وأجابني بمباغتة ٍ ذكية لا والله يا صديقي انك اخترت الأجدى والأصح فالحياة أهم من ان تضيع على دروب لا تناسب !!
حبيب كان اللقاء معه تلك الليلة أشبه بالدليل نحو الناس والتجربة والحياة وجعلني أتمسك بقرار البعد الى ان يريد المولى !!
ليت أهلنا إستبدلوا بعض من أتوا كوزراء للثقافة والوزارة ودوائرها ومدراء المحافظات فيها بما يستحقه حبيب فهو أكثر منهم ومنها صدقا ً وعطاءً ومواقف من أجل الاردن وبيت شعر في قصيدة لحبيب عن وصفي وحابس وصايل الشهوان والهيل تعادل كل ما قدموه او جاءوا به وعلى أي نحو ٍ !! ويستثنى من دخلوها من بوابة الإبداع من القلة
سهير التل من خلال لوحتها الفنية الاستعراضية وعمر العبدلات بصوته الاردني كانوا ذات يوم وصلا ً جميلا ً