في الساعات التي سبقت هروب الرئيس السوري السابق بشار الأسد من دمشق، بدأت تتكشف العديد من التفاصيل حول قراره الهروب، الذي جاء بعد انهيار دفاعات نظامه أمام فصائل مسلحة معارضة.
بحسب مصادر مقربة من الأسد، رفض الأخير إبلاغ شقيقه الأصغر، ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، بخطته للهرب، حيث غادر ماهر بدوره إلى العراق، ومنها إلى روسيا عبر طائرة هليكوبتر، دون علم مسبق بما يجري.
أما في دمشق، فقد كانت الأوضاع أكثر تعقيدًا؛ إذ ترك الأسد ابنَي خاله، إيهاب وإياد مخلوف، عند سقوط العاصمة بيد الفصائل المسلحة. بينما حاول إيهاب وإياد الهروب بسيارة نحو لبنان، تعرضا لكمين نصبه مقاتلو المعارضة على الطريق، مما أسفر عن مقتل إيهاب وإصابة إياد.
فيما كان الأسد في آخر اجتماعاته مع كبار قادة الجيش والأمن، أكد لهم أن الدعم العسكري الروسي قادم، وحثهم على الصمود. وبالرغم من هذه التصريحات، لم يكن معظم المقربين من الأسد على علم بخطة هروبه. فقد أخبر الأسد مدير مكتبه بعد يوم عمل طويل أنه سيعود إلى منزله، لكنه توجه مباشرة إلى المطار. وأثناء تلك اللحظات الحرجة، طلب الأسد من مستشارته الإعلامية، بثينة شعبان، الحضور إلى منزله لتحضير كلمة، لكن عند وصولها لم تجد أحدًا.
هذه التفاصيل، التي لا تزال تتكشف، تروي قصة هروب مفاجئ لرئيس كان يعتقد كثيرون أنه سيظل في السلطة.