ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية أن الحوثيين باتوا "الرجل الأخير الصامد" بين وكلاء إيران في الشرق الأوسط، بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، واغتيال قيادات بارزة من حزب الله اللبناني خلال الشهرين الماضيين.
وأشار التحليل إلى أن جماعة الحوثيين المدعومة من إيران لم تتعرض لانتكاسات كبيرة رغم بدء هجماتهم ضد إسرائيل والسفن التجارية، في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. واعتبر أن الجماعة لا تزال قادرة على تنفيذ ضربات بعيدة المدى، ثم الاختباء في الجبال المحيطة بصنعاء بانتظار الرد.
وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة حاولت الرد عبر إطلاق عملية "حارس الازدهار" في ديسمبر 2023، لمواجهة الهجمات الحوثية على السفن التجارية، لكنها لم تكن فعالة بشكل كامل. كما شنت إسرائيل غارات جوية على الحوثيين في يوليو وسبتمبر، لكنها لم تردعهم، حيث استمرت الجماعة في مهاجمة إسرائيل بالطائرات بدون طيار والصواريخ.
وأشار التحليل إلى أن إيران ووكلاءها يواجهون ضغوطاً متزايدة، حيث سقط نظام الأسد في سوريا، ووافقت حماس على هدنة مع إسرائيل، بينما أوقفت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق هجماتها مؤقتاً. ورغم ذلك، لا تزال جماعة الحوثي تصعد هجماتها على إسرائيل.
وألمحت الصحيفة إلى أن وكلاء إيران في المنطقة قد يخشون من تداعيات سقوط نظام الأسد، إذ من المتوقع أن تثير احتجاجات في المدن العربية السنية، مما قد يضع الميليشيات الشيعية في العراق تحت ضغط شعبي كبير.
وخلصت الصحيفة العبرية إلى أن الحوثيين، رغم عزلتهم المتزايدة، ما زالوا يمثلون تهديداً إقليمياً، معتبرة أن قدرتهم على مواصلة الهجمات تعكس إخفاق الجهود الدولية والإقليمية لردعهم.