تعرف الأمم المتحدة العنف الممارس ضد المرأة بأنه "أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحيـــــة الجسمانيــــــة أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمـــــان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.
ومن أكبر المشاكل التي تواجه المجتمعات الحالية، وهو عنف قائم على أساس النوع الاجتماعي وغالبا ما ينظر إليه على أنه آلية لإخضاع النساء.
وتتعدد أشكال العنف ضد المرأة، منها الجسدي، النفسي، المعنوي، المادي، الاجتماعي والأخلاقي، وأحيانًا ما تتعرض المرأة لعنف دون دراية منها بأنه أحد أشكاله ويجب التخلص منه، ورغم العنف الواقع على المرأة في مجتمعات كثيرة منذ آلاف السنين، إلا أنه محاربته لا تزال مستمرة في سبيل القضاء عليه نهائيًا.
ويتسبب العنف ضد المرأة في مشاكل طويلة المدى وتأثيرات على الصحة البدنية والنفسية، والعنف ضد المرأة لا يؤثر على النساء المعنيات فحسب، بل يطول أيضًا أطفالهن وعائلاتهن وحتى المجتمعات نفسها.
والعنف ضد المرأة أي فعل عنيف يمارس بحق المرأة، ويحتمل أن ينجم عنه أو يؤدي إلى أذى أو أحد أِكال المعاناة البدنية أو الجسدية أو النفسية، كما يعرف بالتهديد باقتراف هذا الفعل أو الإكراه أو الحرمان من الحرية قسرا أو تعسفا سواء كان في الحياة العامة أو الخاصة.
هناك عدد من أشكال العنف الممارس ضد المرأة، نوضحها فيما يلي:
العنف المنزلي
يشمل الأفعال والتهديدات الجسدية، والعاطفية، والجنسية، والاقتصادية، والنفسية التي تؤثر على الشخص، وهو أي نمط من أنماط السلوك والسيطرة على الشريكة.
- العنف الجسدي
وهو استخدام القوة البدنية ومحاولة إيذاء الشريك عن طريق الضرب أو الركل أو الحرق أو الدفع أو الصفع، ويشمل التعرض للممتلكات الجسدية للمرأة بطريقة خاطئة.
العنف الاقتصادي
وتضمن محاولة جعل شخص ما معتمدا ماليا عن طريق الحفاظ على السيطرة الكاملة على الموارد المالية، والحرمان من الميراث والاستغلال المادي، والحرمان وحجب الوصول إلى المال.
- العنف التكنولوجي
ويكون من خلال ممارسة أعمال العنف أو الحث عليها من خلال التكنولوجيا والأساليب الرقمية، ومنها الهواتف المحمولة، والإنترنت ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي، والتنمر الإلكتروني، والرسائل الجنسية، والإفصاح عن المعلومات الشخصية.
- العنف المعنوي
يعتبر أخطر أشكال العنف التي تتعرض له المرأة وحرمان المرأة من حقوقها يشمل العنف العاطفي، ومنها، التقليل من شأن وقدرات المرأة، والشتائم والإساءة اللفظية الأخرى والإضرار بعلاقة الشريك مع الأطفال وعدم السماح لها برؤية الأًصدقاء والعائلة.
وخلال عام 2022، وصلت جرائم قتل النساء والفتيات حتى يونيو الماضي 157 جريمة، بحسب آخر الإحصائيات الرسمية، منها 30 جريمة شروع في قتل، وهو رقم مرتفع مقارنة مع أرقام الرصد نصف السنوية للعامين الماضين.
المرأة التي تتعرض للعنف تكون أكثر عرضة للأمراض النفسية، مثل، الاكتئاب والقلق أو التفكير بالانتحار، وهذه الأمراض النفسية لا يمكن الاستهانة بها، بل تحتاج إلي علاج نفسي، ومن الآثار السلبية الأخرى:
- انعدام الثقة بالنفس.
الانزواء والانكفاء على نفسها.
- الانفصال والعزلة وقطع العلاقات العائلية أو الخوف من العلاقات الاجتماعية والزواج.
- تأثير سلبي على السلوك النفسي، مثل شرب الكحول أو الإدمان وتعاطي المخدرات.
- الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب يحدث نتيجة لتعرض الإنسان لموقف مروع في حياته.
- التوتر المزمن، وصعوبات في النوم، وتقلبات مزاجية.
- العنف يسبب تشتيت قدرة المرأة على التفكير السليم.
- عدم القدرة على التكيف النفسي والشعور بعدم الرضا تجاه حياتها.
- الإصابة بضعف الشخصية، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات أو التخطيط على المدى البعيد.
- التأثير على نمط الحياة والعمل ووقوع المشاكل في العمل أو فقدان الوظيفة.
- وتصاب المرأة بسبب العنف بنوعين من القلق، الأول عبارة عن حالة من القلق المزمن والعام الذي لا يفارقها خلال يومها، والثاني قد يصيبها على شكل نوبات قوية من القلق بسبب العصبية التي تسيطر عليها.
الاكتئاب، ولا يمكن الاستخفاف في اكتئاب المرأة المعنفة، فهو في الغالب يفوق كونه مجرد حالة، بل يصبح مرضا متأصلا في الغالب، لذا من الضروري توجيهها للعلاج.