في ظل اهتمام جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله حفظهم الله برفعة وطننا الحبيب وازدهاره جاءت توجيهات جلالته واضحة بضرورة تمكين الشباب الأردني من مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد حياتهم ومستقبلهم ومن أبرز هذه التحديات الحديثة، التي تستدعي خاصا، إساءة استخدام العقاقير، لا سيما العقار المعروف باسم (GHB (Gamma-Hydroxybutyrate،
الذي يشكل مصدر قلق بسبب انتشاره المتزايد بين الشباب في بعض الأوساط.
GHB هو مركب كيميائي طوّر في الأصل لأغراض طبية محددة، حيث يُستخدم في علاج اضطرابات النوم
مثل الخدار (Narcolepsy) وفي بعض الحالات لعلاج إدمان الكحول. كما يتم استخدامه كمخدر طبي تحت
إشراف صارم في العمليات الجراحية. ورغم هذه الاستخدامات الطبية المحدودة، تحول العقار إلى مادة
مخدرة تُسيء استخدامها بعض الفئات الشبابية، خصوصًا في الحفلات والمناسبات، حيث يُعرف أحيانًا باسم
"مخدر الاغتصاب" نظرًا لتأثيره القوي على الوعي والتفكير.
إساءة استخدام GHB تُعرّض الأفراد لمخاطر كبيرة ، حيث يؤدي في كثير من الأحيان إلى فقدان الوعي، مما
يجعل المستخدم عرضة للجرائم أو الإصابات الخطيرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التأثيرات النفسية والجسدية
لهذا العقار خطيرة للغاية، مما يُظهر الحاجة الملحة إلى زيادة التوعية بخطورته.
جدير بالذكر أن هذا العقار يُعتبر من المواد الخاضعة للرقابة في معظم دول العالم، بما فيها الأردن، حيث
يواجه من يتم ضبطه بحيازته أو تداوله بطرق غير قانونية عقوبات صارمة بموجب قانون المخدرات
والمؤثرات العقلية . ويعاقب القانون الأردني على استخدام هذه المواد خارج الأطر الطبية المعتمدة، وذلك
الحماية المجتمع من آثارها السلبية وضمان سلامة شبابه.
إن شبابنا هم عماد المستقبل، ولابد من دعمهم ليكونوا قادرين على اتخاذ قرارات صائبة تعزز من صحتهم
وقيمهم، بعيدًا عن المخاطر التي تهدد سلامتهم الجسدية والنفسية.
GHB
الآثار الجسدية والنفسية لعقار GHB
عند تعاطي عقار GHB بجرعات صغيرة، فإنه يؤدي إلى شعور بالاسترخاء والراحة. لكن عند تجاوز
الجرعات الموصى بها، يمكن أن تحدث آثار خطيرة مثل فقدان الوعي، اضطرابات شديدة في التنفس،
وصولا إلى الغيبوبة.
أما على المدى الطويل، فإن إساءة استخدام العقار قد تتسبب في مشكلات دائمة مثل ضعف الذاكرة، وزيادة
احتمالية الإدمان. كما تظهر تأثيرات نفسية سلبية، أبرزها القلق والاكتئاب، مما يضاعف من المخاطر
الصحية المرتبطة به.
الوضع القانوني لعقار GHB
تعد المواد مثل GHB محظورة في معظم دول العالم، حيث يُسمح باستخدامها فقط ضمن الأطر الطبية
وبإشراف متخصص. وفي الأردن يخضع تداول هذا العقار أو حيازته لرقابة صارمة بموجب قانون
المخدرات والمؤثرات العقلية القانون يعاقب كل من يثبت تورطه في تداول أو استخدام هذه المادة بطرق
غير قانونية بعقوبات تصل إلى السجن والغرامة، مما يوجه رسالة واضحة بعدم التهاون مع مثل هذه
الانتهاكات، سواء لأغراض الاتجار أو الاستعمال الشخصي.
ختامًا
إن حماية الشباب من مخاطر المواد المخدرة، مثل مادة GHB، تُعد مسؤولية وطنية جماعية تتطلب تضافر
جهود جميع المؤسسات الوطنية والمجتمع التوجيهات الملكية السامية تشدد دومًا على ضرورة حفظ الوطن
الحبيب وصون أمنه وحماية كل فرد من أبنائه من كافة المخاطر والتحديات، بما في ذلك التحديات الاجتماعية
والصحية التي تهدد فئة الشباب.
من خلال تعزيز الأمن والاستقرار، وترسيخ دور المؤسسات الوطنية في نشر الوعي وتقديم الحلول الوقائية
والعلاجية، تتجسد رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني وولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله، حفظهما الله، في
توفير بيئة آمنة وصحية تُمكن الشباب من بناء مستقبلهم وتحقيق أحلامهم، بعيدًا عن التأثيرات السلبية.
تتطلب مواجهة هذه الآفة تعاونًا وثيقًا بين الأسر المؤسسات التعليمية الجهات الأمنية، ومنظمات المجتمع
المدني. كما أن نشر التوعية وفتح قنوات للحوار مع الشباب، وتوفير أنشطة بديلة تدعم الإبداع والابتكار،