الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه المخلص، لم يكن يومًا يبحث عن الثناء أو الامتنان على مواقفه تجاه القضية الفلسطينية، فالأردنيون لا يرون القضية مجرد مسألة سياسية، بل يعيشونها بكل تفاصيلها لأنها جزء من هويتهم الوطنية والقومية، وعلى الرغم من شح الموارد والتحديات الاقتصادية التي واجهتها المملكة، إلا أن الأردن حمل هموم أمته بإرادة صلبة، وقدم ما يستطيع بدافع الواجب القومي والديني، بعيدًا عن المصالح والمكاسب.
منذ بداية الصراع الفلسطيني، كان الأردن حاضرًا بكل ثقله، مساندًا وداعمًا للأشقاء الفلسطينيين في أحلك الظروف، لقد كانت مساعداته الميدانية والطبية، ومواقفه الدبلوماسية الصلبة، شاهدة على التزام لا يتزعزع، وما زال جلالة الملك عبد الله الثاني يجسد هذا الالتزام، حيث وقف في المحافل الدولية مدافعًا عن حقوق الفلسطينيين بكل شجاعة ووضوح، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ليست مجرد شأن خارجي، بل قضية مركزية تمثل عمق الهوية الأردنية.
تميزت مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني بالحكمة والثبات، حيث واصل الدفاع عن الحقوق الفلسطينية في كل المنابر العالمية، متبنيًا خطابًا يجمع بين الحكمة السياسية والإصرار على تحقيق العدالة، ولقد عكس جلالته إرث القيادة الهاشمية في دعم القضية الفلسطينية، سواء في غزة، الضفة الغربية، أو القدس الشريف، ليبقى الأردن القلعة الصامدة التي تدافع عن فلسطين من منطلق أخلاقي وإنساني.
ومع ذلك، نجد من يسعى إلى تجاهل هذه الجهود الجبارة، كما فعل خليل الحية، الذي أغفل ذكر الأردن في سياق إشادته بدول أخرى، مثل هذا التجاهل ليس إلا رسالة سياسية تهدف إلى التقليل من دور الأردن والتشكيك في ثبات مواقفه، لكن الأردنيين، بوعيهم العميق، يدركون أن هذه المحاولات لن تؤثر على عزيمتهم، فهم ماضون في دعم قضيتهم القومية دون الالتفات لمزايدات أو شعارات جوفاء.
في اللحظات الحرجة من تاريخ القضية الفلسطينية، كان النداء واضحًا وصادقًا: "يا أهلنا في الأردن"، هذا النداء جاء من عمق الأزمة، ليعبر عن الامتنان الحقيقي للأردن وشعبه، الذين وقفوا دومًا مع فلسطين وغزة دون تردد أو شروط، العلاقة بين الأردن وفلسطين ليست علاقة مصلحة أو دعاية، بل علاقة مبنية على الأخوة الصادقة والواجب القومي، فنحنُ شركاء في القضية وليس جيران فقط.
الأردن لم يكن يومًا دولة تساوم على دماء الأبرياء، ولم ينجر خلف شعارات زائفة، إنه ثابت في مواقفه مع الشرعية الفلسطينية، مع السلطة الوطنية الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، بعيدًا عن الأطراف التي تستغل الدين والقضية لتحقيق أجندات خاصة.
ختامًا، سيظل الأردن شامخًا بدعمه المخلص لفلسطين، دون انتظار شكر أو امتنان، وستبقى مواقفه شاهدة على التزامه التاريخي تجاه أمته، حيث يدرك الشرفاء في فلسطين أن الأردن كان دائمًا السند الحقيقي وقت الأزمات، على عكس من استخدم الشعارات الرنانة ليترك شعبه يواجه المصير وحده، وحفظ الله الاردن شعبًا وقيادة تحت ظل القيادة الهاشمية الرشيدة والحكيمة.