على إثر الدور الكبير والجهود المبذولة، والجولات والاجتماعات والخطابات المشهودة التي قام بها جلالة الملك المعظم بالتنسيق مع عدد من قادة الأمة العربية والعالمية ووزراء الخارجية، والتي أثمرت في إيقاف الحرب وتجريد الكيان الصهيوني من ثوب الظلم والتزييف والاستبداد بحق أشقائنا في قطاع غزة وفلسطين، نرى أنه للأسف الشديد، يخرج علينا المدعو يحيى السنوار عبر وسائل الإعلام المرئية بصفة رسمية باسم ما يسمى "حركة حماس"، ليعلن شكره وتقديره لعدد من الدول العربية والإسلامية والأجنبية، دون أن يذكر اسم الأردن، جاحدًا، متجاهلًا، قاصدًا.
نعم، شكر مصر وقطر والعراق ولبنان والجزائر واليمن وتركيا وإندونيسيا وجنوب أفريقيا وماليزيا والصين، وحتى أمريكا، لكنه خجل عن ذكر اسم الأردن بشكل مباشر. هل نسيتم ما قدمه الأردن، شعبًا وجيشًا وقيادة هاشمية مظفرة، من بطولات في خوض الحروب منذ عام 1948م؟ هل نسيتم الهم والحزن والمأساة التي نتعايشها يوميًا مع أهلنا وأشقائنا المرابطين في قطاع غزة ومدن فلسطين الطاهرة؟
هل نسيتم مواقف الأردن، قيادةً هاشمية وحكومةً وشعبًا، في إنشاء المستشفيات العسكرية على أرض غزة ومدن فلسطين، وتوفير المستلزمات الطبية والكوادر البشرية رغم المخاطر المرعبة؟ هل نسيتم المساعدات البرية والإنزالات الجوية التي تحوم بعز وكرامة فوق سماء غزة من قبل طائرات ونشامى سلاح الجو الملكي، وعلى رأسهم جلالة الملك المفدى وولي عهده الأمير حسين، والأميرة سلمى؟
هل نسيتم جهود الأجهزة الأمنية، والتعب والإرهاق في توفير المساحات الواسعة لجماهيرنا الأردنية من مختلف الأصول والاطياف، وتقديم سبل الراحة والخدمة، وتوفير الحماية لهم للخروج إلى الشارع والتعبير عن الغضب الأردني جراء الحرب، مع تحملهم لاحتواء الإساءات اللفظية الجارحة والاعتداءات البشرية على الممتلكات العامة والخاصة من بعض الأفراد الخارجين عن القانون؟
هل نسيتم ما تسببت فيه تلك الحرب من آثار وأضرار جسيمة، وضائقة مالية واقتصادية، وشح في الموارد المخزونة في الأردن؟
وأخيرًا، وليس آخرًا، أقول لك أيها الشرذمة، لا بل أيها الحشرة، يا طحلب المستنقعات المعفنة، لا أنت ولا أمثالك، ولا كل من يسير على نهجك، تستطيعون أن تطمسوا دور ومواقف المملكة الأردنية الهاشمية المشرفة التي تعانق السماء، اتجاه أهلنا وأشقائنا المرابطين على أرض فلسطين الطاهرة. ويكفينا فخرًا واعتزازًا أننا لا زلنا نشتم روائح شهدائنا الأبرار الزكية من الجيش العربي، وعلى رأسهم المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين، طيب الله ثراه، من على أسوار القدس والأقصى وباب الواد والعامود والاطرون وجنين والخليل وباقي مدن فلسطين.
فاذهب أنت وأمثالك إلى مزبلة التاريخ، لا لوم عليك، فهذا طبعك، والطبع لا يتغير. كذيل الكلب، لو وضع في قالب الجبص خمسين عامًا، لن يتعدل.
نعم، سيبقى الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة، حرًا قويًا عزيزًا معطاءً، لا تهزه صفير رياح الغبار، ولا نباح الكلاب المسعورة.
وسيظل الشعب الأردني وقواته المسلحة والأجهزة الأمنية سائرين على نهج وجينات الآباء والأجداد، ملتفين حول مليكنا جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى، وولي عهده المحبوب.