رغم الحديث الدائم عن برامج تمكين المرأة، إلا أنه ما زال هناك، حواجز مجتمعية تشكك باهمية تلك البرامج.
في السياق المتعلق بتمكين المرأة هل يمكن إن يكون قول "لا" هو مثال حاسم على التمكين - في بعض الأحيان تكون لا ليست مجرد رفض، بل بيان قوي لاحترام الذات والحدود والكرامة.
قد يتطلب قول "لا" شجاعة هائلة، لأنه غالبًا ما يتحدى المعايير أو الضغوط الراسخة، سواء من الأسرة أو المجتمع أو مكان العمل.
ترتبط القدرة على قول "لا" برفض الصور النمطية الضارة، والقدرة على الصمود والمطالبة بحقوق المرأة.
إن قول "لا" عند الضرورة ليست انتصارا شخصيا فحسب، بل انتصارا مجتمعياً ، وتأكيد على الحاجة الماسة إلى إستمرار إعادة تشكيل حياة افضل للمرأة في الاجيال القادمة.
إن قول "لا" هو عمل مقاومة يستفز الكثيرون في المجتمع، ويحتاج الكثير من الشجاعة، والإصرار والعزيمة.
إن النساء اللواتي يكسرن الحواجز النمطية، ويطالبن بصوت عالي بحقوقهن لا يطالبن بحق فردي فحسب، بل يعيدن تشكيل السرد حول القوة والسيطرة والنزاهة المطلوبة من اجل مجتمع متوازن قوي بكل المقاييس.
إن القدرة على الرفض والجرأة والشجاعة بالمطالبة بالحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، تعمل كأداة حاسمة في العمل المستمر من أجل تمكين المرأة واحداث التنمية البشرية والاجتماعية المستدامة.
يجب أن تكون المرأة قوية في المجتمع ليس فقط لأن هذا حقها الأصيل، ولكن لأن قوتها ضرورية لخلق عالم أكثر عدلاً ومساواة وشمولاً.
علما بأن القوة في هذا السياق لا تتعلق بالقوة البدنية ، بل تتعلق بالمرونة وتمكين الذات والقدرة على تحدي وإعادة تعريف التوقعات المجتمعية.
تتجلى قوة المرأة في أقوالها وأفعالها وبرفضها قبول القمع أو عدم المساواة، او اخذ حقها . إن الوقوف بقوة يعني فهم أن حقوقها - سواء كانت متعلقة بالمهنة أو الحقوق المدنية أو المشاركة الاجتماعية - ليست قابلة للتفاوض، ولكنها متأصلة ومستحقة.
إن الاعتراف بحقوق المرأة يعني معرفة أن المرأة لها الحق في التعليم والتوظيف، والمشاركة السياسية، وغيرها من الحقوق الشخصية والاجتماعية والتقدير العام. وينبغي للمرأة أن تستمر في تأكيد دورها الاجتماعي والريادي ، وحقوقها وخصوصا انها في بعض الأحيان لا تُمنح طواعية - بل يجب تأكيدها.
ينبغي للمرأة أن لا تتوقف عن ملاحقة أحلامها، ورفض المعاملة غير العادلة، وذلك هو نوع من التأكيد على احترام الذات.
ان تمكين المرأة يتطلب شجاعة هائلة لرفض الاعمال التي لا تخدم اهدافها، سواء كان ذلك رفض عرض عمل غير عادل، أو رفض الضغوط التي تفرض عليها لتجريدها من حقوقها، وفي تلك الحالة لا يكون "الرفض" مجرد حدود شخصية، بل هو بيان صارخ بالاستقلال والقوة، يذكر النساء جميعا بأن وجودهن مهم وعليهن تقع مسؤولية السيطرة على حياتهن، ومصائرهن.
إن مقاومة الصور النمطية - سواء في مكان العمل، أو في السياسة، أو في ديناميكيات الحياة - يسمح للنساء بناء المعايير الراسخة التي توضح كيفية التصرف، أو التعامل أو التفكير، وكل ذلك يحتاج إلى التحلي بالشجاعة اللازمة للتخطي التعقيدات مع البقاء وفية للمبادئ والحقوق الراسخة التي كرم بها الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم المرأة .
ان قيمة المرأة ليست مرتبطة بالأماكن التي تدخلها، ولكن بالمبادئ التي تتمسك بها، ونجاحها في الالتزام بعدم الوجود في مساحات أو منصات تتعارض مع قيمها. من اجل كل ذلك تحمست للعمل ببرنامج DEI
الذي اتمنى ان ينال حظه بالتطبيق وينجح في تحقيق اهدافه المهمة في مجال تمكين المرأة.