في محطات العطاء الوطني، هناك أسماء تبقى خالدة في ذاكرة الوطن، لأنها لم تكن مجرد شخصيات عابرة، بل كانت بصماتها شاهدة على تفانيها وإخلاصها. اليوم، نودّع قامة وطنية كبيرة، عايد الشعرات الدعجة، الذي أنهى 32 عامًا من العمل الجاد والمُخلص في خدمة دينه، مليكه، ووطنه داخل أمانة عمان الكبرى، تاركًا إرثًا من النزاهة والتفاني والإنجازات التي ستظل نبراسًا يُحتذى به.
رحلة في خدمة الوطن
منذ اللحظة الأولى التي التحق فيها عايد الشعرات الدعجة بالعمل، حمل على عاتقه مسؤولية خدمة المواطنين بكل أمانة وإخلاص. لم يكن منصبه مجرد وظيفة، بل كان ساحةً للبذل والعطاء، متنقلًا بين الأقسام الإدارية، مؤمنًا بأن خدمة الوطن تكمن في العمل الصادق، والموقف العادل، والقرار النزيه. كان يسعى دائمًا إلى تقديم الحلول وتسهيل الإجراءات، واضعًا مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.
قامة وطنية ومواقف مشرفة
لم يكن أبو زيد مجرد إداري يؤدي واجبه، بل كان رمزًا للإنسانية والعدالة، حيث خدم الجميع دون تمييز، وكان حاضرًا في كل موقف يتطلب النزاهة والحكمة. عُرف بين زملائه ومحبيه بسمعته العطرة ويده البيضاء، فكان صاحب مواقف مشرفة يشهد بها القريب والبعيد. كان صديقًا للمحتاجين، نصيرًا للحق، ورجلًا لا يتوانى عن مساعدة أي شخص يلجأ إليه، واضعًا نصب عينيه المبادئ والقيم التي تُعزز الانتماء للوطن والقيادة الهاشمية.
إرث خالد في القلوب
قد يكون اليوم نهاية رحلةٍ مهنية، لكنها ليست نهاية التأثير. فقد ترك عايد الشعرات الدعجة إرثًا غنيًا من القيم والمبادئ التي ستبقى خالدة في قلوب من عرفوه وعملوا معه. فقد كان نموذجًا للإخلاص والشرف والكرم، وكان عنوانًا للمحبة والوفاء. لن يكون غيابه عن أمانة عمان الكبرى إلا محطة جديدة في مسيرة العطاء، فهو سيبقى حاضرًا في وجدان الجميع، كصديق وأخ وسند، وكبير بمواقفه وإنجازاته.
نقول لـعايد الشعرات الدعجة: "كفيت ووفيت"، فقد كنت غائرًا للحق برجولة، وفيًا لوطنك، مخلصًا في عملك. وها أنت اليوم تترجل عن موقعك، لكنك لا تترجل عن قلوب من أحبك وقدّرك. نسأل الله لك دوام الصحة والعافية، ودمت ذخراً وسنداً للوطن والمجتمع.