وجه رئيس الجامعة الدكتور مالك الشرايري، رسالة إلى أسرة جامعة اليرموك ، بعد صدور الإرادة الملكية السامية بتعيينه رئيسيا للجامعة.
وأكد الشرايري في رسالته، أنه ومع صدور الإرادة الملكية السامية بتعيينه برئاسة الجامعة، يجد نفسه أمام مسؤوليات جسام وفرص عظام، ضمن مسيرة نقترب فيها من اليوبيل الذهبي لجامعتنا العريقة، التي مثّلت منذ تأسيسها إحدى القلاع الوطنية للعلم والمعرفة، وواحدة من منارات الثقافة والفنون، ومصنعاً للقيادات والكفاءات التي ساهمت في نهضة الأردن ودولاً شقيقة وصديقة.
وأضاف أنه يعود اليوم إلى جامعة اليرموك في موقع المسؤولية الأول، بعد أن أمضى في رحابها أكثر من تسع سنوات بين طالب على مقاعد الدراسة وعضواً في هيئتها التدريسية، مشددا على حرصه للعمل مع أسرة الجامعة الحاملين لشعلة اليرموك التي لم تنطفئ يوماً لنستكمل مسيرة البناء لمن سبقونا خلال تسعة وأربعين عاماً مضت، متوكلاً على الله، ومكرماً بثقة ملكية سامية، ومستنداً إلى عزيمتكم الصادقة التي أشترك معكم بها، ومتسلحاً بخبرة وشغف ورؤية.
وتاليا نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الزملاء والزميلات الكرام،
أحبائي الطلبة الأعزاء،
أسرة الجامعة الكبيرة من خريجي اليرموك الأوفياء في الوطن وكل مكان،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مع صدور الإرادة الملكية السامية بتكليفي رئيساً لجامعة اليرموك، أجد نفسي أمام مسؤوليات جسام وفرص عظام، ضمن مسيرة نقترب فيها من اليوبيل الذهبي لجامعتنا العريقة، التي مثّلت منذ تأسيسها إحدى القلاع الوطنية للعلم والمعرفة، وواحدة من منارات الثقافة والفنون، ومصنعاً للقيادات والكفاءات التي ساهمت في نهضة الأردن ودولاً شقيقة وصديقة.
أفتخر بأنني أمضيت في رحابها أكثر من تسع سنوات بين طالب على مقاعد الدراسة وعضواً في هيئتها التدريسية، نهلت من معينها، وتعلمت من أساتذتها، وتشرفت بخدمة أبنائها وتدريس طلبتها. واليوم أعود إليها في موقع المسؤولية الأول، حريص على العمل معكم حاملين سوياً شعلة اليرموك التي لم تنطفئ يوماً لنستكمل مسيرة البناء لمن سبقونا خلال تسعة وأربعين عاماً مضت، متوكلاً على الله، ومكرماً بثقة ملكية سامية، ومستنداً إلى عزيمتكم الصادقة التي أشترك معكم بها، ومتسلحاً بخبرة وشغف ورؤية.
زملائي الكرام، أكاديميين وإداريين وكوادر مساندة،
أنتم الفريق. أفخر بكم جميعاً فخراً ما بعده فخر، كيف لا ومنكم أساتذتي ممن أقدرهم وأتشرف بهم خير القدوة، ومنكم رفاق دراسة وعمل تزاملنا في رحلتي في التعلم والعمل، ومنكم طلبتي الذين ما ادخرت جهد المعلم معهم وكانوا من خيرة الخيرة، ومنكم نخبة من الأكاديميين المرموقين على المستوى العالمي والاداريين المميزين وعلى درجة رفيعة من الكفاءة. أعود اليوم لأكون معكم وبينكم، قائدًا لفريق واحد، أصيب وأخطئ، واضعاً نصب عيني المصلحة العليا خالصة للجامعة، مقسماً "على اليرموك" بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع داعماً لهم في خدمة الجامعة، لا أعرف انحيازاً إلا للكفاءة والقدرة والإنجاز والعطاء، لأكون معكم لليرموك "الحصن الأمينا". وكلنا مسؤولون. فعلى كاهل كل واحد منا مسؤولية الاخلاص بعمله كل في موقعه، لا يؤديه فحسب، بل يتوخى الجدية والالتزام بإتقانه والتميز به.
معاً نؤدي رسالة التعليم وإنتاج العلم وخدمة المجتمع. واسمحوا لي أن اوصيكم ونفسي بأن نولي أبنائنا الطلبة أكبر اهتمام، وأن نجتهد لتوسيع مداركهم ورفع مهاراتهم، وتمكينهم وتحفيزهم لإطلاق طاقاتهم. لنكن لهم مرشدين وقدوة ولنحرص على ان ينالوا أعظم فائدة. نضعهم الأولوية الأولى لنا، فهم السبب الرئيسي لوجودنا في هذا الصرح. علينا ان لا ندخر جهداً في إثراء رحلتهم التعلمية، باستخدام أحدث طرق التعلم وإكساب المهارات، وتعزيز برامجهم بالتكنولوجيا والعلوم الحديثة والبعد التطبيقي والريادي. فمن واجبنا أن نعظم خبراتهم وأن نعرضهم لفرص العمل وانشاء الأعمال. اجعلوا منهم أمة جاهزة لمستقبلنا. فالعالم غداً يرانا من خلالهم. فلننظر اليوم الى غدنا من خلالهم.
أجدنا جميعاً ملتزمين بهدي الرؤية الملكية السامية في الورقة النقاشية السابعة لسيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، التي أكدت بوضوح لا يقبل التأويل أنه:
"لم يعد من المقبول أن نسمح للتردد والخوف من التطوير ومواكبة التحديث والتطور في العلوم، أن يهدر ما نملك من طاقات بشرية هائلة... وعلى المؤسسات التعليمية أن تؤمن بما يتمتع به أبناء هذا الشعب من طاقات هائلة، وقدرات كبيرة، ومواهب متنوعة، وتسعى لاكتشاف هذه الطاقات، وتنميتها وصقلها وتحفيزها إلى أقصى حدودها، عبر أحدث الأساليب التعليمية التي تشجع على الفهم والتفكير، وتجمع بين العلم والعمل، والنظرية والتطبيق."
أحبائي الطلبة،
سأنظر في عيونكم كل صباح لأتزود بالعزيمة والإصرار والدافعية. أستقبل معكم عامكم الدراسي الجديد، وأوصيكم وأشحذ هممكم بما قاله سيدي سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، الذي وضع الشباب في أعلى الأولويات:
"إن التاريخ سطر ريادة الأردن وإبداع أبنائه، وسيشهد المستقبل لشباب هذا الوطن، تشييدهم بروجا من المعرفة والنهضة، وصولًا إلى الأردن الأفضل، بإذن الله، وأن شباب الأردن لم يكن يومًا متكلا أو غير مكترث، بل نحن دوما جيلًا بعد جيل، لا نأخذ شيئًا كتحصيل حاصل، لا أمنًا ولا علمًا ولا رزقًا، لا نأخذ، بل نعطي."
التزموا بالجدية ولا تخافوا من السؤال أو التجربة أو الفشل، بل إملأوا قلوبكم بالشغف وعقولكم بالفضول، آمنوا بأنفسكم وتأكدوا أن تأثيركم سيصنع فرقاً وتغييراً ايجابياً ولو بعد حين، لا تملوا من التفكير والإبداع والابتكار، ولا تكلوا من مواكبة التكنولوجيا الحديثة، ولا تضعوا حداً بالنظر الى المستقبل، وتزودوا بالصبر والمثابرة في الريادة. أخلصوا بحبكم لأوطانكم ومجتمعاتكم وابدأوه براً بوالديكم -المدرسة الأولى، واجهروا بإيجابيتكم وبجرأة، واجعلوها هدوءً يرافقها ضجيج الانجاز والسعي المخلص، وتأكدوا دائماً أن اليرموك كانت وستبقى المنصة والبيت الذي يفتح لكم أبواب الأمل والتجربة والنجاح لتكون حاضنة للموهبة.
أبناء اليرموك من خريجيها الأوفياء،
أنتم اليوم أسرة كبيرة تنتشر حول العالم يقترب تعدادكم بحلول يوبيل اليرموك الذهبي من ربع مليون خريج، تقودون الأعمال والمؤسسات وتسطرون النجاحات وتساندون الاوطان وتساهمون بفاعلية في نمو اقتصاداتها وتعزيز رفاهية مجتمعاتها. تجتمعون على حب اليرموك. تحملون اسمها وتتمتعون بذكريات منها وتفخرون بها في المحافل. اوصيكم بتعظيم تأثيركم بإنارة الدروب لغيركم وساهموا بدعم الموهبة وتطويرها. حافظوا على الوصل بينكم ومع جامعتكم. فما من خير او انجاز يصيبها الا وأصابكم رغماً عنكم.
إخوتي وأحبتي من داخل الجامعة وخارجها،
أمامنا جميعاً فرص كبيرة لنسير بجامعة اليرموك إلى قمم أعلى وآفاق أوسع وأرحب، لتكون صرحاً جاذباً وحاضناً للموهبة والكوادر المتميزة والإيجابية، ووجهة للطلبة والشركاء من كل مكان، تنفتح على العالم وتبني جسور التنوع والشراكة والتبادل المعرفي، لتكون مؤسسة مرنة تنتمي للمستقبل في التعليم والبحث والابتكار، مستقرة مالياً وشريكاً محلياً ووطنياً وإقليمياً في التنمية الاقتصادية.
أدعوكم جميعاً أن نسابق الزمن في مضمار العمل الجاد ما استطعنا، نعمل بروح الفريق الواحد، شركاء في النجاح والإنجاز، ونسطر معاً فصلاً جديداً من مسيرة اليرموك، نضع فيه بصمتنا، ونمهد فيه الطريق للأجيال القادمة، ونبني من خلاله جامعة أكثر إشراقاً وحضوراً وريادة. وأعدكم أن أبقى بينكم ومعكم، أخاً وزميلاً قبل أن أكون رئيساً، أعمل بجد واجتهاد لتظل اليرموك في المقدمة.
وفقنا الله جميعا لخدمة الأردن العزيز، وخدمة جامعتنا الحبيبة، وبسم الله وعلى بركة الله أبدأ، في ظل راعي مسيرة العلم والعطاء، مولاي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وقدوة الشباب الطموح المعطاء، سيدي سمو ولي عهده الأمين، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني.