تشهد مدينة الزرقاء في الآونة الأخيرة سلسلة متتالية من جرائم القتل التي باتت تقلق الشارع وتثير حالة من الخوف بين الأهالي. فبين يومٍ وآخر نسمع عن جريمة جديدة: قبل أيام في جبل طارق، ثم في حي الحسين، وقبلها في منطقة الوينك. هذا التتابع المقلق يطرح تساؤلات ملحّة: كيف يمكن أن تتكرر مثل هذه الأحداث بهذا الشكل؟ وأين تكمن الحلول؟
الزرقاء مدينة كبرى، نابضة بالحياة، لكنها اليوم تواجه تحدياً أمنياً خطيراً يهدد نسيجها الاجتماعي. جرائم القتل لم تعد حوادث فردية معزولة، بل ظاهرة تحتاج إلى مواجهة جدّية وحاسمة. وهنا يبرز الدور المحوري للمؤسسات الأمنية التي بات لزاماً عليها التشديد في الإجراءات، وزيادة الرقابة، وملاحقة الخارجين عن القانون بلا تهاون.
إن تشديد القبضة الأمنية لا يعني فقط زيادة الدوريات أو الاعتقالات، بل يتطلب خططاً متكاملة تشمل السيطرة على انتشار السلاح، تعزيز الوجود الأمني في الأحياء الساخنة، تفعيل أساليب المراقبة الحديثة، وتوسيع نطاق التعاون مع المجتمع المحلي.
أبناء الزرقاء اليوم يتطلعون إلى خطوات حقيقية تعيد لهم شعور الطمأنينة، فهم يستحقون أن يعيشوا في بيئة آمنة بعيداً عن هاجس الجريمة المستمرة. فالردع الصارم والضرب بيدٍ من حديد على كل من تسوّل له نفسه العبث بالأمن هما الطريق الأسلم لاستعادة هيبة القانون وحماية المجتمع.
ويبقى السؤال المشروع: الزرقاء إلى أين؟ الإجابة مرهونة بقدرة المؤسسات الأمنية على اتخاذ قرارات جريئة وتشديد إجراءاتها، فالمجتمع لم يعد يحتمل المزيد من الدماء والجرائم.