إنّ الوطن لا يُصان إلا برجالٍ يضعون في قلوبهم عهدَ الله وميثاقَ الشرف، ويجعلون من حبِّ الأردن سبيلاً وغاية. وقد شهدتُ في حديث اللواء الدكتور عبيد الله المعايطة، مدير الأمن العام، صورةً صادقةً لهذا العهد، إذ رأيتُ في كلماته عزيمةً راسخةً لا تعرف الوهن، وإيمانًا بأنَّ أمن الأردن أمانةٌ في أعناقنا جميعًا.
تحدّث اللواء المعايطة عن شباب الوطن، فذكّرنا بأنّ الأردن إنما يقوم على سواعدهم، وأنّ مستقبل البلاد مرهونٌ بوعيهم وتماسكهم. وأكّد أنّ العدل هو الأساس الذي تُبنى عليه الدولة، وأنّ وحدة الصف هي السور الذي يحميها من كل فتنةٍ واعتداء. فالشباب هم الحصنُ الذي تتكسّر عنده الأطماع، وهم الزادُ الذي يمكّن الوطن من مواجهة التحديات.
وأكّد أن رؤى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين جعلت من تمكين الشباب نهجًا وغاية، فجلالته حريص على توجيه الشباب بأن يكونوا في قلب التنمية وصناعة القرار، وأن تُستثمر طاقاتهم في حماية الأمن وترسيخ قيم الانتماء. واللواء المعايطة في هذا اللقاء المهم ترجم تطلعات سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني في إشراك الشباب في رسم مستقبلهم وبناء وطنهم، مؤكّدًا أنّهم صمام أمان الأردن وعنوان تقدّمه.
وعندما تناول المعايطة آفة المخدرات، كان حازمًا صريحًا، يراها عدوًا خفيًا يهدّد أبناءنا ومستقبل أمتنا. لقد دعا إلى حربٍ لا هوادة فيها، حربٍ تُخاض بالعزم والإرادة، حتى تبقى بيوت الأردنيين عامرةً بالأمان، وقلوبهم مطمئنةً بالسكينة.
لقد شهد اللقاء حوارًا هادفًا مع الحضور، فأصغى إلى آرائهم واستمع إلى استفساراتهم، في مشهدٍ يجسّد معنى القيادة: قيادةٌ قريبة من الناس، تعرف أن الكلمة الصادقة أقوى من أي سلاح، وأنّ الثقة المتبادلة بين المواطن ورجال الأمن هي الركيزة التي تقوم عليها الدولة.
إنّ حديث مدير الأمن العام حمل في طيّاته ميثاق وفاء، فأكّد أنّ الأمن ليس قيدًا على الحرية، بل هو حارسها الأمين. فالوطن الذي نحميه جميعًا، جيشًا وأمنًا ومواطنين، سيظلّ بعون الله مرفوع الراية، قويّ البنيان، عصيًّا على كل معتدٍ، ما دمنا نضع الأردن أوّلًا، ونسير على نهج قيادتنا الهاشمية المظفّرة، متمسّكين برؤى جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمين، الأمير الحسين، نحو غدٍ آمنٍ مزدهر، يليق بالأردنيين جميعًا.