الملك عبد الله الثاني: تحذير استراتيجي من انهيار الشرق الأوسط
بقلم: عمار زياد الصبح"
في مقابلة حصرية مع شبكة BBC البريطانية، أطلق جلالة الملك عبد الله الثاني تحذيرًا بالغ الأهمية، حين أكد أن الشرق الأوسط مهدد بالانهيار ما لم يتم إطلاق عملية سلام حقيقية تفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة.
هذا التحذير لا يأتي من فراغ، بل من إدراك عميق لمآلات الصراع في المنطقة وما يمكن أن يترتب على استمرار الاحتلال وغياب العدالة.
الملك عبد الله الثاني شدد على أن حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، محذرًا من أن تجاهل هذا الحل سيقود المنطقة إلى موجة جديدة من العنف والفوضى.
وقال جلالته إنّ "الشيطان يكمن في التفاصيل”، في إشارة ذكية إلى أن أي اتفاق لا يتناول القضايا الجوهرية مثل حدود عام 1967، وملف القدس، وحق العودة، لن يحقق السلام المنشود.
وتأتي تصريحات الملك في وقت بالغ الحساسية، إذ تشهد المنطقة حراكًا سياسيًا مكثفًا بعد وقف إطلاق النار في غزة، وسط مساعٍ دولية لإعادة تحريك عملية السلام المجمدة منذ سنوات.
وفي هذا السياق، دعا جلالته إلى انخراط أمريكي جاد في دعم مسار سياسي واقعي يضمن حقوق الفلسطينيين ويعيد الثقة إلى الشعوب التي أنهكتها الحروب.
اللافت في خطاب الملك أنه لم يوجّه الرسائل إلى المجتمع الدولي فحسب، بل إلى البيت العربي أيضًا، داعيًا إلى توحيد المواقف وعدم ترك القضية الفلسطينية رهينة الخلافات والمصالح الضيقة.
فالأردن، بقيادته الهاشمية، ظلّ على الدوام صوت الحكمة والعقل في زمن الاستقطاب والتوتر، وحارسًا أمينًا للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
رسالة الملك كانت واضحة:
إنّ غياب العدالة لا يهدد الفلسطينيين وحدهم، بل يهدد استقرار الإقليم والعالم بأسره.
فإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ليست مطلبًا سياسيًا فقط، بل شرط وجود للسلام الدائم في الشرق الأوسط.
وفي ضوء هذه الرؤية، يتضح أن الأردن لا يزال يؤدي دوره التاريخي بثبات ووعي، مستندًا إلى شرعية القيادة الهاشمية ورؤيتها العميقة لمستقبل المنطقة.