من مقاعد العلم إلى ميادين الوعي: لا مكان للعنف في جامعات الأردن"
بقلم: د. يسرا الخريشا
ناشطة في حقوق الشباب ومكافحة العنف بجميع أشكاله
شهدت إحدى الجامعات الأردنية مؤخراً حادثة عنف مؤسفة هزّت وجدان الأردنيين جميعاً، ليس لأنها حدثت داخل حرم أكاديمي فقط، بل لأنها تتعارض مع قيمنا الوطنية الأصيلة، ومع الرسالة التي لطالما أكد عليها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بأن الشباب هم عماد الدولة، وحَمَلة الهوية، وبُناة المستقبل.
هذه الظاهرة ليست مجرد سلوك فردي أو خلاف عابر؛ بل جرس إنذار يستدعي وقفة وطنية شاملة تعالج الأسباب وتحصّن العقول وتعيد الاعتبار لروح الانتماء.
الهوية الأردنية… أساس السلوك لا شعار يُرفع
القيم الأردنية قامت على:
الاحترام المتبادل
التسامح
الحكمة في إدارة الخلاف
الاعتزاز بالإنسان قبل المكان
وعندما يتراجع الوعي بالهوية الجامعة، تتسلل العصبية والعنف وتضعف روح الزمالة والتعاون، فتضيع الرسالة العلمية ويتشوّه المشهد الجامعي.
👑 كلمات جلالة الملك… مسؤولية على الجميع
جلالة الملك يؤكد دوماً أن الشباب الأردني قادر على القيادة والتغيير الإيجابي إذا تهيأت له البيئة الداعمة. ومن أهم ما دعا إليه:
تكريس ثقافة الحوار
تعزيز قيم النزاهة والمسؤولية
حماية المجتمع من التطرف والعنف
الاستثمار في وعي الشباب وتمكينهم
إن استلهام هذه التوجيهات ليس خياراً، بل واجب وطني تلتزم به الجامعات والمؤسسات والشباب أنفسهم.
🏛️ دور الجامعات… حاضنة لا ساحة صراع
الجامعة ليست مقعداً للدراسة فقط، بل فضاء لصناعة الشخصية المدنية الواعية. ولتحقيق بيئة صديقة خالية من العنف، لا بد من:
تفعيل الإرشاد السلوكي والاجتماعي
إدماج الطلبة في أنشطة تعزز الهوية الجامعة
وضع أنظمة تحمي الجميع دون تمييز
تنظيم انتخابات طلابية مسؤولة تحترم التعددية
📰 الإعلام… شريك في الوعي لا في التأجيج
على وسائل الإعلام أن تتعامل مع أحداث العنف الجامعي بمسؤولية:
نشر رسائل التوعية بدلاً من التهويل
إبراز النماذج الشبابية الإيجابية
دعم المبادرات الجامعية الوطنية
التصدي لخطاب الكراهية والتحريض
🤝 مؤسسات المجتمع المدني… صوت مكمّل وذراع داعم
تتحمل مؤسسات المجتمع دوراً محورياً من خلال:
عقد ورش عمل حول الحوار وإدارة الخلاف
إطلاق حملات لمناهضة العنف الجامعي
إشراك الطلبة في مبادرات خدمة المجتمع
بناء شراكات مع الجامعات لتعزيز السلم الطلابي
🗣️ برامج التوعية والتدريب
المحاضرات والورش والتدريبات ليست رفاهية، بل ضرورة لتعزيز الوعي الوطني، ومن أهم محاورها: