ليست عجلة الطائرة مجرد إطار مطاطي كما يظن البعض، بل هي أعجوبة هندسية صُممت لتتحمل أقسى لحظة في حياة الرحلة — لحظة الهبوط. ففي طائرة مثل بوينغ 777 التي تلامس المدرج بسرعة تتجاوز 260 كيلومتراً في الساعة، تتحمل كل عجلة من عجلاتها الستة عشر ما يقارب ثلاثين طناً من الوزن في ثانية واحدة فقط.
في تلك اللحظة، تمتص العجلة صدمة عنيفة، وتمنع اهتزاز الهيكل، وتتحمل حرارة تصل إلى 300 درجة مئوية نتيجة الاحتكاك الشديد، بفضل ضغط نيتروجين نقي يصل إلى 220 رطلاً لكل بوصة مربعة، أي سبعة أضعاف ضغط عجلة السيارة. وتصنع من ثلاثين طبقة من النايلون المقوّى بالفولاذ لتضمن الثبات والسلامة القصوى.
أما عجلات السيارات والشاحنات، فمهمتها مختلفة كلياً. فهي مخصصة للحياة اليومية الطويلة، تدور على الطرق المعبدة، وتتحمل مطبات بسيطة، ولا يتجاوز ضغطها 80 رطلاً في أقصى الحالات. عمرها أطول، لكنها لا تواجه تلك الصدمة العنيفة التي تختبرها عجلة الطائرة في كل هبوط.
وحتى لو انفجرت إحدى عجلات الطائرة في الجو — وهو أمر نادر للغاية — فإن الطائرة تظل آمنة؛ لأن العجلات لا تُستخدم أثناء الطيران. الطيار يتلقى إنذاراً فورياً، ويعلن حالة الطوارئ، ويحسب وزن الهبوط بعناية، ليهبط بأمان على الجانب السليم، بينما تبقى العجلات الاحتياطية جاهزة لتحمل الموقف.
عجلة الطائرة ليست مجرد قطعة من المطاط، بل بطلة خفية تؤدي مهمتها في لحظة حاسمة، لتكون الحاجز الأخير بين الحياة والموت — ثم تُستبدل بهدوء، استعداداً لرحلة جديدة تنطلق بثقة نحو السماء.