المهندس
عبيدات يكتب ... تجربتي مع "همّتِنا صحة”… حكاية عطاء لا يعرف التراجع
نيروز –
مقال بقلم
المهندس وصفي إبراهيم عبيدات
ليست كل
الجمعيات قادرة على صناعة الفرق ، لكن جمعية "همّتِنا صحة” لم تكن مجرد جمعية ؛ كانت
ثورة حقيقية في مفهوم العمل العام والتطوع . فمنذ اللحظة الأولى لانطلاقتها أثبتت أنها
مشروع وطني ووجداني وُلد ليبقى ، إذ تفردت بعمل استثنائي ترك أثرا لا يُمحى في حياة
أبناء المجتمع الأردني الأقل حظًا ، من خلال إعادة تأهيل وتطوير مراكز السرطان والمراكز
الصحية الشاملة ، فحوّلت الألم إلى أمل والاحتياج إلى قدرة والانتظار إلى فرصة حياة
كريمة .
انطلقت
الجمعية قوية ، ثابتة ، واثقة بخطاها ثم ارتقت في سماء الوطن لتصنع تاريخا جديدا من
الإحسان ، نشأتها لم تكن عابرة، بل كانت ميلادا لدفءٍ شعرت به كل أسرة أردنية لامسها
خيرها أو شاهدت أثره أو رأت دمعة مريض تحولت
إلى ابتسامة بفضل جهد طيب وإرادة صادقة .
في "همّتِنا
صحة” وجدت تناغما إداريا لا يتكرر ، إيثارا في العطاء ، رقيا في الخطاب وقربا بالفكر
والإنسان ، كانت
– وما زالت – حكومة من الراي والتخطيط ؛ رؤية ، رسالة ، رحمة ورعاية ، كانت منظومة
متكاملة تتنفس الإنسانية وترتوي العطاء والعمل.
لقد تشرفت
أن أكون أحد المؤسسين الذين حملوا هذا الحلم منذ بذوره الأولى ، ومع الأيام صار هذا الكيان أحبّ إليّ من كل
المؤسسات الخاصة والعامة لأنه لم يكن مجرد إطار تنظيمي ، بل كان أسرة حقيقية تتسع قلوب
أفرادها قبل خطواتهم. يجمعهم الاحترام قبل
الجهد والمحبة قبل أي شيء آخر .
أسأل الله
العلي العظيم أن يديم هذا العطاء وأن تبقى "همّتِنا صحة” تحلّق في فضاء الوطن بروح
لم تعرف يوما سوى المحبة وعلاقات طيبة تسمو بها نحو قمم جديدة من النجاح والعطاء ،
فالوطن يستحق والإنسان يستحق وهمّة الخير لا تنطفئ وستبقى منارة لحب الخير للجميع دون
أن تنتظر ثناءً من احد إلا من الله الذي رعاها من لحظتها الأولى لان عملها كان خالصا
لوجهه سبحانه في عُلاه.