واصلت الدول العربية في الأمن السيبراني تحقيق تقدم لافت خلال السنوات الأخيرة، بعد أن رسخت السعودية والإمارات ومصر والأردن مواقعها ضمن الصفوف الأولى عالمياً في التصنيفات الرسمية الصادرة عن منظمات دولية، وعلى رأسها الاتحاد الدولي للاتصالات، ويأتي هذا التطور في ظل تزايد حجم الهجمات الإلكترونية عالميًا وإقليمياً، ما دفع العديد من الدول العربية إلى تعزيز بنيتها الدفاعية وبناء قدرات متقدمة في هذا المجال الحيوي.
السعودية في صدارة المؤشرات الدولية
برزت المملكة العربية السعودية كإحدى أبرز الدول العربية في الأمن السيبراني، بعدما حققت تصنيف "نموذج رائد" في الفئة الأولى ضمن مؤشر الأمن السيبراني العالمي لعام 2024، وتشير تقارير متعددة إلى تمكن المملكة من التقدم إلى المراكز الأولى عالميًا خلال عام 2025، وهو إنجاز يعكس عملًا مؤسسيًا تقوده الهيئة الوطنية للأمن السيبراني وتطويرًا تشريعيًا شاملاً. وتواصل المملكة استثماراتها في بناء منظومات دفاع رقمية متكاملة لحماية مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.
الأردن تواصل ريادتها الإقليمية
حافظت الأردن على مكانتها بين أقوى الدول العربية في الأمن السيبراني بفضل تقدمها في العديد من المقاييس العالمية لعام 2025، وتمكنت المملكة من بناء بيئة تشريعية وتنظيمية متطورة، إضافة إلى إطلاق مبادرات وطنية تعزز الوعي الأمني الرقمي. كما تعمل الأردن على دعم قطاع التكنولوجيا عبر شراكات واسعة مع شركات عالمية ومراكز بحثية متخصصة.
مصر ضمن أعلى التصنيفات العالمية
شهدت مصر خلال الأعوام الأخيرة تحسنًا كبيرًا في مؤشر الأمن السيبراني العالمي، بعدما انضمت إلى الفئة الأولى كأحد النماذج الرائدة عالميًا في تقارير 2023 و2024، ووفق تقييمات حديثة، جاءت مصر ضمن أفضل 12 دولة حول العالم في مستويات الجاهزية الرقمية والأمن السيبراني. ويعود هذا التقدم إلى تطوير القوانين المنظمة لأمن المعلومات وتنفيذ استراتيجيات موسعة لتعزيز قدرات الكوادر الوطنية.
قطر في قائمة الدول ذات التصنيف العالي
تقدمت قطر أيضًا في مؤشر الأمن السيبراني لعام 2024، حيث صُنفت ضمن مجموعة الدول ذات التصنيف المرتفع عالميًا، ويتجسد هذا النجاح في التزام الدولة ببناء منظومة متوازنة تشمل التشريعات والأدوات التقنية والممارسات التنظيمية. كما تستثمر قطر في إنشاء مراكز متخصصة للاستجابة للحوادث الرقمية وتطوير بنى تحتية محمية.
عوامل مشتركة تصنع التفوق
تتشابه الدول العربية في الأمن السيبراني في عدد من الأسس التي ساعدتها على تحقيق مراكز متقدمة، أبرزها الاستثمار في تحديث التشريعات وسن القوانين الخاصة بمكافحة الجرائم الإلكترونية، كما ركزت هذه الدول على تدريب الكوادر المحلية، وتطوير غرف عمليات لمواجهة الهجمات، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي لتبادل الخبرات. وتمثل هذه العناصر جزءًا أساسيًا من بناء منظومة أمنية متماسكة تحمي البنى التحتية الحيوية من التهديدات الرقمية.
استشراف المرحلة المقبلة
يعكس هذا التقدم المشترك رغبة عربية واضحة في تعزيز بنية الأمن السيبراني في مواجهة تزايد الهجمات الإلكترونية حول العالم، ومن المتوقع أن تستمر الدول العربية في الأمن السيبراني في تطوير استراتيجياتها لضمان جاهزية أكبر للقطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى دعم مشاريع التحول الرقمي التي تعتمد على بيئة معلوماتية محمية.