تقدّم الرواية الأردنية نفسها ليس بوصفها فصلًا في كتاب تاريخ، بل كقصة دولةٍ عربيةٍ نهضت بالإرادة أكثر من الموارد، وبالبطولة أكثر من العدد، واستمرّت بالصدق والقيادة الهاشمية الحكيمة، فبقيت ثابتة في عالمٍ يتغيّر كل يوم.
هذه السرديّة ليست مجرد ماضٍ نحكيه؛
إنها الحكاية التي تمنح الأردني هويته، وتشحن انتماءه، وتبني الجدار الذي يحفظ وعيه من التشويه، وتفتح الجسر الذي يربطه بجذوره… جذور رجالٍ ونساءٍ وجنودٍ وثوّارٍ صنعوا المجد بعرقهم ودمهم.
وهي ليست تاريخًا فقط، بل طريقة نفهم بها أنفسنا، والبوصلة التي نعرف بها إلى أين نتجه.
ومن هنا، يصبح تعليم الأجيال سردية وطنهم واجبًا وطنيًا على كل مدرسةٍ وجامعةٍ ومؤسسة وإعلام.
وقد جاء تأكيد سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني على هذا المعنى خلال زيارته الأخيرة إلى محافظة الطفيلة، حين شدّد على أهمية ترسيخ السردية الأردنية في عقول الأجيال، وربط الشباب بقصة وطنهم، وإبراز التضحيات والبطولات التي صاغت هذا الكيان.
كانت رسالة سموّه واضحة: الأمم التي تعرف سرديتها… تعرف طريقها.
فالوطن الذي يعرف قصته… يعرف مستقبله.
والأردن الذي تأسّس بالإرادة سيبقى ما دام يحمل سرديته التي لا تشبه إلا نفسه.
القيادة الهاشمية… روح السردية وبوصلة الدولة
منذ الثورة العربية الكبرى وحتى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، ظلّت القيادة الهاشمية حارسًا أمينًا للسردية الأردنية.
قيادة قريبة من الناس، ثابتة في نهجها، تحمل مشروعًا عربيًا وإنسانيًا، وتحفظ الهوية الوطنية وتضمن استمرار معنى الدولة الحديثة.
القوات المسلحة الأردنية… ذراع الكرامة وحارس الرواية
الجيش العربي ليس مجرد قوة عسكرية، بل هو الصفحة الأكثر نقاءً في كتاب الوطن.
من اللطرون إلى الكرامة، ومن حماية الحدود إلى الدور الإنساني العالمي، ظلّ الجيش يكتب السردية بدمه، مثبتًا أن قوة الأردن في أبنائه… لا في موارده.
الشعب الأردني… صانع الثبات وشريك التأسيس
الشعب الأردني، في مدنه وبواديه وقراه ومخيّماته، هو المدماك الصلب الذي قامت عليه الدولة.
لم يخذل الوطن يومًا؛ بل حمله بصبره ونخوته ووعيه.
هو شريك الجيش والقيادة… وهو أساس السردية وديمومتها.
رموز الوطن… الذاكرة التي لا تُمحى
القادة، الشهداء، المعلمون، المفكرون، العلماء، والعسكريون الذين صنعوا أثرًا خالدًا، هم عناوين السردية الأردنية.
وتكريمهم ليس خيارًا… بل واجب، لأن الأوطان التي تحفظ رموزها… تحفظ نفسها.
⸻
خاتمة
إن السردية الأردنية ليست نصًا يُقرأ، بل رسالة وعي، ودعوة للثبات، وقصة وطنٍ صمد لأنه آمن بنفسه، ونهض لأنه امتلك قيادة حكيمة وجيشًا شجاعًا وشعبًا وفيًا.