داود حميدان – قالت الدكتورة ريهام غرايبة، المختصة في أمراض الغدد الصم والهرمونات، إن الغدة الدرقية رغم صغر حجمها تُعد من أكثر الغدد تأثيرًا في جسم الإنسان، فهي المحرك الأساسي للطاقة والنمو وتنظيم العديد من وظائف الجسم الحيوية.
وظائف الغدة الدرقية الحيوية
وأكدت غرايبة أن دور الغدة الدرقية لا يقتصر على إنتاج الهرمونات فقط، بل يمتد ليشمل تنظيم عمليات الأيض، والتحكم في حرارة الجسم، ومعدل ضربات القلب، بالإضافة إلى التأثير المباشر في الحالة النفسية والمستوى العام للطاقة. وأوضحت أن هذا الدور الحيوي يعود إلى إفراز هرموني الثيروكسين (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3) اللذين يحددان كيفية استخدام الجسم للطاقة اليومية.
أكثر اضطرابات الغدة شيوعًا
وذكرت غرايبة أن اضطرابات الغدة الدرقية تُعد من أكثر مشكلات الغدد الصم انتشارًا عالميًا، إذ يعاني ملايين الأشخاص من قصور الغدة أو فرط نشاطها. ففي حالات القصور، تظهر أعراض مثل الإرهاق المستمر، وزيادة الوزن، وبطء الحركة والتركيز. أما فرط النشاط فيرتبط بفقدان سريع للوزن، وتسارع نبضات القلب، والشعور الدائم بالقلق والتوتر.
تشخيص مبسط وفحوصات دقيقة
وأضافت أن تشخيص هذه الاضطرابات عادةً بسيط جدًا، ويعتمد على فحوصات دم دقيقة تكشف مستوى الهرمونات ومدى انتظام عمل الغدة، وقد يتم اللجوء للتصوير عند الحاجة للاطمئنان على شكل الغدة وحجمها.
العلاج يختلف بحسب الحالة
وبيّنت غرايبة أن العلاج يختلف باختلاف نوع الاضطراب؛ ففي حالات القصور يتم استخدام العلاج التعويضي الهرموني لإعادة التوازن للجسم، بينما قد يتطلب فرط النشاط العلاج الدوائي أو اليود المشع، وفي بعض الحالات النادرة يكون التدخل الجراحي هو الخيار الأنسب. وشدّدت على أن المتابعة الطبية المنتظمة تضمن استقرار الحالة وتمنع حدوث مضاعفات مستقبلية.
الانتباه المبكر يحمي صحتك
وختمت غرايبة حديثها بالتأكيد على أن إهمال أعراض الغدة الدرقية قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، داعيةً إلى ضرورة الانتباه للتغيرات الجسدية والنفسية التي قد تبدو بسيطة، وإجراء الفحوصات اللازمة في الوقت المناسب، لضمان حياة صحية مستقرة وخالية من المضاعفات.