في تحذير يثير القلق بشأن الصحة العامة، كشف الباحث والمتخصص في المسرطنات الدكتور فهد الخضيري عن ظاهرة خطيرة تمثلت في الانتشار الواسع للمعلومات المغلوطة والمزاعم غير العلمية حول مرض السرطان والمواد المسرطنة.
وأكد الخضيري أن هذه المضللات تُروّج عبر منصات التواصل الاجتماعي من قبل أشخاص جهلة أو أصحاب مصالح تجارية، مما يستدعي ضرورة التوعية وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تؤثر سلبًا على حياة الناس.
وقال الدكتور فهد الخضيري في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، إنه من أغرب ما يتم تداوله في هذا السياق هو ما يقوله الجهلة، مستشهدًا بأمثلة صادحة توضح مدى خطورة هذه الظاهرة التي باتت تهدد الثقة بالمعلومات الطبية.
من بين هذه المزاعم، كما أوضح الدكتور الخضيري، ما تزعمه إحدى السيدات من أن "العسل إذا أُذيب في ماء ساخن يصبح مسرطنًا"، وهي معلومة يصفها بـ"الغريبة وغير الصحيحة علميًا".
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد ليشمل ادعاءات أخرى أكثر خطورة، حيث تزعم إحدى البائعات أن "الأم وأطفالها سيصابون بالسرطان إذا لم يتناولوا منتج العكبر الذي تبيعه"، واصفًا هذا الكلام بأنه "خاطئ بنسبة 100%" ويُقدّم بكل جهل ودون أي دعم من دراسات أو أبحاث علمية.
كما حذر من شخص آخر ينشر تحذيرات ضد أجهزة الميكرويف والنودلز سريعة التحضير (الإندومي) وأنواع الحليب المختلفة وأكواب الورق، مدعيًا أنها مواد مسرطنة، في مشهد مفارق يقوم فيه بذلك وهو يرتدي "بالطو طبي" لإيهام المتابعين بالمصداقية العلمية الزائفة.
ولم تقتصر الظاهرة على الأفراد العاديين، بل شملت -حسب الخضيري- بعض الصيادلة من جنسيات معينة، الذين اعتادوا على تسجيل مقاطع فيديو بين أرفف الأدوية للترويج لمنتجات دوائية أو مكملات غذائية.
وأوضح أن هؤلاء يستخدمون "مزاعم مبالغ فيها" بوصفها "حلول سحرية" لعلاج طيف واسع من الأمراض، بدءًا من السمنة والعقم، ومرورًا بالأورام والقولون والحساسية، وانتهاءً بالأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم.
وكشف الدكتور الخضيري عن الدافع وراء هذه الحملات، وهو حصولهم على عمولات ونسب من المبيعات إضافة إلى رواتبهم، مما يجعل المصلحة التجارية تتقدم على المسؤولية المهنية والمصداقية العلمية.
وفي ختام حديثه، أكد الخضيري أن "هذه المزاعم غير صحيحة"، مقدماً النصيحة الذهبية للجمهور لتجنب الوقوع في فخ هذه المعلومات.
وقال: "الصحيح هو ألا تأخذ معلومات تتعلق بصحتك إلا من جهات رسمية معتمدة، أو من أشخاص موثوقين بعلمهم ومراجعهم العلمية واستنتاجاتهم المبنية على الأدلة والبراهين الطبية".
ويأتي هذا التحذير في وقت تتصاعد فيه الحملات المضللة على الإنترنت، مما يضع على عاتق المؤسسات الصحية والإعلاميين مسؤولية أكبر لنشر الوعي وتقديم المعلومات الصحيحة والمبنية على أسس علمية رصينة.