اهتمام ملكي بتحفيز بيئة الأعمال وتطوير المنشآت الصناعية

تعزيز التواصل بين القيادة والصناعيين لدعم التحديث الاقتصادي

الجغبير: تطوير القطاع عبر الاستثمار بالبحث والتكنولوجيا

توفيق: التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لتعزيز التصدير

الجيطان: دعم الاستمرارية في التحديث وتمكين الإنتاج الوطني

قادري: التأكيد على دور القطاع الصناعي في خلق فرص العمل

أكد صناعيون أن زيارة جلالة الملك إلى بيت الصناعيين تحمل رسائل واضحة وعميقة للقطاع الصناعي وللاقتصاد الوطني بشكل عام. فهي تؤكد مكانة الصناعة كرافعة أساسية للنمو الاقتصادي وتوليد فرص العمل، وتُظهر بوضوح أن هذا القطاع يمثل أولوية مركزية لدى جلالة الملك والدولة.

ولفتوا إلى أن الزيارة تبعث برسالة ثقة للصناعيين والمستثمرين بأن الأردن ماضٍ في تحسين بيئة الأعمال وتوفير الظروف التي تمكّن المصانع من التوسع والاستثمار وفتح أسواق جديدة.

حضر جلالة الملك عبدالله الثاني، فعالية أقيمت في غرفة صناعة عمان، استعرضت إنجازات القطاع الصناعي الأردني خلال العام الجاري، والذي شهد استمرار نمو صادرات الصناعات التحويلية. وخلال الفعالية التي أقامتها غرفة صناعة عمان، سلّم جلالته دروعًا تكريمية لعدد من المؤسسات والشركات والأفراد الذين اختارتهم الغرفة تقديرًا لجهودهم في دعم الصادرات الوطنية وتعزيز حضورها في الأسواق الخارجية.

وتجاوزت الصادرات الصناعية الأردنية هذا العام حاجز 5.5 مليار دينار، ما يشكل نحو 91٪ من إجمالي الصادرات الوطنية. وشهد القطاع نموًا ملحوظًا في صناعات فرعية استراتيجية، كالصناعات الكيميائية والدوائية والغذائية والهندسية والمحيكات.

واحتفت الفعالية بانضمام الأردن هذا العام إلى منظمة التفتيش الدوائي التعاوني (PIC/S)، وهو ما يعكس التزام المؤسسة العامة للغذاء والدواء بأعلى معايير الجودة والرقابة الدوائية، ويعزز تنافسية الصادرات الوطنية، ويفتح أسواقًا جديدة أمام الأدوية الأردنية.

وعند وصول جلالة الملك إلى غرفة صناعة عمان، اطلع على جدارية تستعرض مسيرة الصناعة الأردنية، واستمع إلى شرح قدمه مدير الغرفة، الدكتور نائل الحسامي، عن أبرز محطات تطور القطاع.

وقال رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان، المهندس فتحي الجغبير، في كلمته خلال الفعالية، إن القطاع حافظ على تصدره لمؤشر مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي على مستوى المنطقة، إذ بلغت مساهمته المباشرة نحو 25٪. وأشار إلى وصول الصادرات الأردنية لأكثر من 150 سوقًا حول العالم، مع التركيز على الأسواق غير التقليدية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، والبناء على جولات جلالة الملك الخارجية لتوطيد العلاقات التجارية، لافتًا إلى تحقيق نسبة نمو في الصادرات بلغت 39٪ خلال السنوات الأربع الماضية.

وتحدث الجغبير عن جهود تطوير القطاع عبر الاستثمار في البحث والتطوير واستخدام التكنولوجيا، مبينًا أن غرفة الصناعة تعمل على تأسيس شركة متخصصة في تصنيع أشباه الموصلات، لمواكبة التطور الصناعي والتكنولوجي العالمي، وتعزيز مكانة الأردن كمركز صناعي متقدم قادر على المنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية.

وأضاف أن القطاع الصناعي يعمل على تبني أساليب التصنيع الذكية والرقمية، بما يسهم في زيادة الكفاءة وتحسين جودة المنتجات، ويخلق فرص عمل جديدة للشباب، ويعزز مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي. كما أكد على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في وضع السياسات الداعمة للصناعة وتشجيع الاستثمارات النوعية التي تعزز الاقتصاد الوطني.

وتبرز هذه الزيارة حرصًا ملكيًا واضحًا على تمكين الصناعة الأردنية، وتعزيز قدرتها على المنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية، وترسيخ بيئة أعمال أكثر استقرارًا وتشجيعًا للاستثمار. وهي رسالة دعم قوية للصناعيين بأن جهودهم تحظى بتقدير مباشر من جلالة الملك، وأن الدولة ماضية في توفير المتطلبات التي تتيح للقطاع التوسع وتحسين الإنتاج وفتح آفاق جديدة للتصدير.

كما تؤكد الزيارة أهمية الالتزام الجماعي بدعم المنتج الوطني وتعزيز حضوره في السوق المحلي، باعتباره أحد أعمدة قوة الاقتصاد الأردني. وتعكس في مضمونها توجهًا ملكيًا ثابتًا لتعزيز الاعتماد على الذات، وتمكين القطاعات الإنتاجية لتكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات وصناعة فرص جديدة للنمو.

وأشار الجغبير إلى أن الاستثمارات في الصناعة ليست مجرد أرقام، بل هي جزء من رؤية شاملة لتحقيق التنمية المستدامة، ورفع مستوى تنافسية الأردن على خارطة الاقتصاد العالمي. وقال إن التعاون مع المؤسسات التعليمية والبحثية يُعد عنصرًا أساسيًا في إعداد الكوادر الوطنية وتأهيلها لتلبية متطلبات الصناعة الحديثة، بما يواكب التطورات العالمية ويحفز الابتكار المحلي.

بدوره، قال رئيس غرفة تجارة الأردن، خليل الحاج توفيق، إن الاقتصاد الأردني يقوم على نسيج متماسك من قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات والزراعة، مشيرًا إلى أنه بفضل هذا التكامل تمكن الأردن من تحويل العقبات إلى فرص، وإثبات مصداقية المنتجات الأردنية وجودتها.

وأضاف أن قطاعات الخدمات والصناعة والزراعة قادرة على زيادة الصادرات، استنادًا إلى التعاون بين الحكومة وغرف التجارة، لجعل الأردن مركزًا إقليميًا لإعادة التصدير وإعادة الإعمار، ولتكون المملكة بوابة تصديرية للمنطقة. وأكد أن القطاع الخاص ينظر إلى رؤية التحديث الاقتصادي كأول مشروع وطني شامل يجمع القطاعين العام والخاص تحت مظلة واحدة، مشيرًا إلى أن استمرارية نجاح الرؤية تتطلب مواصلة العمل بروح الفريق.

وجال جلالته في معرض صناعي شارك فيه ممثلون عن شركات ومصانع أردنية عاملة في قطاعات متعددة، واطلع على الجهود المبذولة لتعزيز تنافسية المنتجات الوطنية. كما زار جلالة الملك مركز الابتكار الأردني للثورة الصناعية الرابعة (InJo4.0) في مقر غرفة الصناعة، واستمع إلى شرح من المهندسة دانا قدع عن المركز الذي يهدف إلى تسريع تبني الحلول الرقمية والتكنولوجية في القطاع الصناعي لرفع الإنتاجية وتعزيز التنافسية.

وقال نائب رئيس غرفة صناعة الأردن، محمد الجيطان، إن زيارة جلالة الملك إلى بيت الصناعيين تحمل رسائل واضحة وعميقة للقطاع الصناعي وللاقتصاد الوطني، مؤكدة مكانة الصناعة كرافعة أساسية للنمو الاقتصادي وتوليد فرص العمل، وموضحة أن هذا القطاع يمثل أولوية لدى القيادة.

ولفت الجيطان إلى أن الزيارة تأتي استكمالًا للجولات الميدانية التي يقوم بها جلالته في المصانع والمنشآت الإنتاجية في مختلف المحافظات، بهدف الاطلاع المباشر على واقع الصناعة والتحديات التي تواجهها، وتعكس حرص القيادة على التواصل المستمر مع الصناعيين والاستماع إلى احتياجاتهم، بما يترجم رؤية ملكية واضحة في التحديث الاقتصادي وتمكين الإنتاج الوطني وتعزيز تنافسيته.

وأشار إلى أن الزيارة تبعث رسالة ثقة للصناعيين والمستثمرين بأن الأردن ماضٍ في تحسين بيئة الأعمال وتوفير الظروف التي تمكّن المصانع من التوسع والاستثمار وفتح أسواق جديدة. وأضاف أن الزيارة تقدير لجهود الصناعيين ودعوة لمواصلة التطوير والابتكار ورفع جودة الإنتاج، مؤكدة أن الصناعة مسار استراتيجي يجب دعمها وتمكينها لضمان استدامة النمو الاقتصادي وتعزيز مكانة الأردن الصناعية إقليميًا ودوليًا.

وأكد ممثل قطاع الألبسة والمحيكات في غرفة صناعة الأردن، المهندس إيهاب قادري، أن زيارة جلالة الملك لغرفة صناعة عمان رسالة قوية بأن القطاع الصناعي أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد الوطني، وأن دوره في خلق فرص العمل وتعزيز النمو والصادرات أصبح مركزيًا في رؤية الدولة للمستقبل. وأضاف أن وجود جلالته في هذا اللقاء يؤكد أن الصناعة لم تعد قطاعًا تقليديًا، بل رافعة استراتيجية يعتمد عليها الأردن في مواجهة التحديات الاقتصادية والإقليمية، وفي بناء اقتصاد أكثر استقلالية وقدرة على المنافسة.

ولفت قادري إلى أن الزيارة تشير إلى دخول الصناعة الأردنية مرحلة جديدة من الاهتمام والمتابعة المباشرة، خصوصًا في ظل التقدم الذي أحرزه القطاع خلال السنوات الماضية سواء في التوسع الإنتاجي أو رفع القيمة المضافة أو الوصول إلى أسواق جديدة. وأكد أن الحضور الملكي يعزز الثقة بالقطاع ويدعم توجهات التحديث الاقتصادي، ويفتح الباب أمام شراكة أعمق بين الدولة والقطاع الخاص، بما يتيح معالجة التحديات المتعلقة بالكلف التشغيلية والطاقة وسلاسل التوريد، إضافة إلى تعزيز القدرة التصديرية للصناعات الأردنية.

وأشار إلى أن تكريم المؤسسات الصناعية هو رسالة بأن الدولة تحتفي بالإنجاز وتقدّر العمل الذي ينعكس مباشرة على الاقتصاد الوطني، مبينًا أن التكريم ليس رمزياً فقط، بل إشارة إلى أن هذه المؤسسات تُعد نماذج ناجحة في دعم الصناعة وزيادة الصادرات، وأن دورها مطلوب أن يتوسع ويتطور في المرحلة المقبلة لتعزيز تنافسية الأردن الصناعية على المستوى العالمي.سيف الجنيني "الرأي"