أشعل انهيار سد في واشنطن حالة استنفار واسعة داخل الولاية الأمريكية، بعدما تسببت أمطار غزيرة وغير مسبوقة في فيضانات اجتاحت مناطق شاسعة، وأدت إلى إخلاء عشرات الآلاف من السكان كإجراء احترازي عاجل، في واحدة من أخطر الكوارث الطبيعية التي تشهدها الولاية خلال السنوات الأخيرة.
أمطار قياسية تضرب غرب الولاية
شهدت ولاية واشنطن خلال الأيام الماضية هطول كميات هائلة من الأمطار تجاوزت المعدلات الموسمية المعروفة، ما أدى إلى تشبع التربة بالمياه وارتفاع منسوب الأنهار والجداول بشكل لافت. هذا الوضع المناخي الاستثنائي تسبب في خروج عدد من المجاري المائية عن مساراتها الطبيعية، وألحق أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية، خاصة الطرق والجسور والمنشآت القريبة من الأنهار.
تفاصيل انهيار السد وتداعياته المباشرة
جاء انهيار سد في واشنطن نتيجة الضغط الهائل الناتج عن تدفق المياه المستمر، الأمر الذي فاقم من خطورة المشهد، ورفع مستوى التهديد للمناطق السكنية القريبة. وأكدت السلطات أن الانهيار أدى إلى تسارع تدفق المياه نحو المناطق المنخفضة، ما استدعى تحركًا فوريًا لتقليل الخسائر البشرية المحتملة.
إخلاء عاجل وتحذيرات رسمية للسكان
أصدرت السلطات المحلية في مقاطعة كينج أوامر إخلاء فورية شملت عدة ضواحٍ رئيسية في مدينة سياتل والمناطق المحيطة بها. وتركزت عمليات الإخلاء في مدن كينت وأوبورن وتوكويلا، إضافة إلى المناطق الواقعة شرق نهر غرين ريفر. وشملت التعليمات إخلاء المنازل والمنشآت التجارية، مع دعوات مباشرة للسكان لمغادرة المناطق المهددة دون تأخير.
تحذير من فيضانات مفاجئة تهدد الآلاف
حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من احتمالية حدوث فيضانات مفاجئة قد تطال نحو 47 ألف شخص، مؤكدة أن منسوب المياه قد يرتفع خلال فترات قصيرة، خاصة في المناطق المنخفضة. وأشارت التقارير إلى أن انهيار سد في واشنطن زاد من احتمالات اتساع نطاق الخطر، في ظل استمرار التقلبات الجوية وعدم استقرار الأحوال المناخية.
عمليات إنقاذ وسط ظروف بالغة الصعوبة
باشرت فرق الطوارئ والدفاع المدني عشرات العمليات لإنقاذ مواطنين حاصرتهم المياه داخل منازلهم أو مركباتهم. وجرت عمليات الإنقاذ في ظل ظروف جوية قاسية، وانقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، إلى جانب إغلاق طرق رئيسية بسبب تجمع المياه والانهيارات الطينية، ما صعّب وصول فرق الإغاثة إلى بعض المناطق المتضررة.
مراكز إيواء واستنفار أمني موسع
أكدت السلطات أن عشرات الآلاف اضطروا إلى مغادرة منازلهم مؤقتًا، وتم فتح عدد من مراكز الإيواء لتقديم المأوى والغذاء والرعاية الأساسية للمتضررين. كما جرى نشر عناصر إضافية من الشرطة والحرس الوطني لتنظيم حركة المرور وتأمين المناطق المتأثرة، وضمان تنفيذ أوامر الإخلاء بسلاسة وأمان.
مخاوف من تفاقم الأزمة خلال الأيام المقبلة
لا تزال المخاوف قائمة من استمرار الأحوال الجوية السيئة، ما قد يؤدي إلى مزيد من الانهيارات الأرضية وارتفاع منسوب الأنهار، خصوصًا في المناطق الجبلية والريفية. وأكد المسؤولون أن السدود والمنشآت المائية الأخرى تخضع لمراقبة دقيقة على مدار الساعة، تحسبًا لأي تطورات مفاجئة، مع التأكيد على أن سلامة المواطنين تمثل أولوية قصوى حتى عودة الاستقرار الكامل.