ترؤس سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد اجتماع اللجنة التحضيرية المعنية بالبرنامج التنفيذي لاستراتيجية النظافة والحد من الإلقاء العشوائي للنفايات للأعوام 2026 2027 إشارة سياسية واجتماعية ذات دلالات عميقة
فأن يتصدر ملف النظافة جدول اهتمام القيادة الشابة فهذا يعني أن الدولة تعيد تعريف الأولويات من القضايا الكبيرة إلى التفاصيل اليومية التي تمس أناقة المكان وصحة الإنسان وصورة الوطن على حد سواء
النظافة منظومة قيم وسلوك عام تبدأ من التشريع وتنتهي بالتفاعل المجتمعي العام فالإلقاء العشوائي للنفايات هو انعكاس لخلل في العلاقة بين المواطن والمكان ومن هذه الزاوية تأتي أهمية البرنامج التنفيذي كمسار تغييري طويل النفس
دلالة ترؤس ولي العهد لهذا الاجتماع تكمن في ثلاث رسائل أساسية
الأولى أن قضايا البيئة والنظافة أصبحت جزءا من الأمن الصحي والاجتماعي اليومي ومن جودة الحياة التي تسعى الدولة لترسيخها
الثانية أن المقاربة الجديدة تعتمد على التخطيط التنفيذي ما يعني ربط الأهداف بمؤشرات أداء واضحة ومسؤوليات محددة
الثالثة أن الشباب الذين يمثلهم ولي العهد رمزيا وفعليا هم محور التغيير كمستهدفين بالتوعية وشركاء في الحل
إن اختيار الأعوام 2026 2027 يؤكد أن الدولة تفكر بمنطق النفس الطويل وليس بنظام الفزعة فالحد من الإلقاء العشوائي يتطلب بنية تشريعية رادعة وبنية خدمية فعالة وأهم من ذلك ثقافة عامة تعيد الاعتبار لفكرة الحي والمكان المشترك وهذا لا يتحقق إلا بتكامل أدوار البلديات والقطاع الخاص والمدارس والجامعات ومنظمات المجتمع المدني
وتحمل هذه الاستراتيجية بعدا وطنيا إضافيا فالأردن بموارده المحدودة يشكل كل كيس نفايات يلقى عشوائيا عبئا على الصحة والسياحة والاقتصاد وصورة البلد في عيون أبنائه قبل زواره
لذلك فإن الاستثمار في النظافة هو استثمار في الهوية الوطنية وفي احترام الذات الجمعية وصورة الأردن الجميلة
ما يميز هذه الخطوة أيضا هو طابعها العملي فترؤس ولي العهد للاجتماع يعني الانخراط في التفاصيل وجدية الطرح في هذا المجال وطرح الأسئلة الصعبة من المسؤول كيف نحاسب كيف نغير السلوك وهي أسئلة لا تقل أهمية عن توفير الآليات والتمويل
في المحصلة فإن هذا الاجتماع يكرس فهما حديثا للدولة وأن النهضة لا تبدأ من العناوين الكبيرة وحدها وإنما من نظافة الشارع والحي ومن مواطن يشعر أن المكان الذي يعيش فيه يستحق الاحترام