وفاة المخرج داوود عبدالسيد شكّلت صدمة في الوسط الفني والثقافي، بعد مسيرة طويلة ترك خلالها بصمة خاصة في تاريخ السينما المصرية.
الراحل يُعد من أبرز المخرجين الذين قدّموا أعمالًا عميقة، جمعت بين الفكر والفن، ولامست أسئلة الإنسان والمجتمع بأسلوب مختلف.
رحيل داوود عبدالسيد بعد مسيرة حافلة
غيب الموت، اليوم السبت، المخرج الكبير داوود عبدالسيد عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد رحلة فنية امتدت لعقود.
رحل المخرج الذي عُرف برؤيته الخاصة، تاركًا خلفه إرثًا سينمائيًا مهمًا ما زال حاضرًا في ذاكرة الجمهور والنقاد.
وقدّم الراحل خلال مشواره أعمالًا تنوّعت بين السينما والدراما، وتميّزت جميعها بالجرأة الفكرية والطرح الإنساني العميق، ما جعله واحدًا من أبرز رموز الإخراج في مصر.
موعد جنازة داوود عبدالسيد
حتى الآن، لم تُعلن أسرة المخرج الراحل موعد أو مكان الجنازة.
ومن المنتظر أن يتم الكشف عن التفاصيل الرسمية خلال الساعات القليلة المقبلة، وسط حالة من الحزن بين محبيه وزملائه في الوسط الفني.
وتترقّب الأوساط الثقافية والفنية الإعلان الرسمي، تمهيدًا لتوديع أحد أهم صناع السينما المصرية.
داوود عبدالسيد.. مخرج برؤية مختلفة
تميّز داوود عبدالسيد بأسلوب إخراجي خاص، يعتمد على:
الطرح الفلسفي
التحليل النفسي للشخصيات
قضايا الإنسان والهوية
المزج بين الواقع والرمزية
لم يكن من صُنّاع السينما التجارية، بل اختار طريقًا مختلفًا، جعل أعماله محل نقاش دائم، ومرجعًا مهمًا لعشّاق السينما الجادة.
أفلامه لم تكن سهلة أو مباشرة، لكنها تركت أثرًا طويل الأمد، وفتحت أبوابًا جديدة للتفكير والتأمل.
آخر أعمال داوود عبدالسيد في السينما
يُعد فيلم «قدرات غير عادية» آخر أعمال المخرج الراحل، والذي عُرض عام 2015.
الفيلم مثّل خلاصة فكرية وفنية لمسيرته، وواصل فيه طرح الأسئلة الوجودية التي اشتهر بها.
قصة فيلم «قدرات غير عادية»
تدور أحداث الفيلم حول شخصية يحيى المنقبادي، وهو عالم يفشل في أبحاثه حول القدرات غير العادية لدى البشر.
يُجبر على الابتعاد عن عمله وحياته المعتادة، ويبدأ رحلة تيه واكتشاف ذاتي.
يستقر في بنسيون على البحر، حيث يتعامل مع شخصيات بسيطة لكنها تحمل بداخلها أسرارًا إنسانية عميقة.
تتطور الأحداث في إطار إنساني هادئ، تتخلله علاقة رومانسية، وتأملات حول السحر الحقيقي الكامن داخل البشر.
أبطال وفريق عمل «قدرات غير عادية»
ضم الفيلم مجموعة من النجوم، أبرزهم:
خالد أبو النجا
محمود الجندي
حسن كامي
نجلاء بدر
عباس أبو الحسن
أحمد كمال
سامي مغاوري
والفيلم من تأليف وإخراج داوود عبدالسيد، ليكون الختام لمسيرة إخراجية مختلفة ومؤثرة.
إرث فني باقٍ في الذاكرة
برحيل داوود عبدالسيد، تفقد السينما المصرية واحدًا من أهم مخرجيها أصحاب الرؤية المستقلة.
لكن أعماله ستظل حاضرة، تُشاهد وتُناقش، وتُلهم أجيالًا جديدة من السينمائيين.
رحل الجسد، وبقي الفن.
وفاة المخرج داوود عبدالسيد ليست مجرد خبر فني، بل لحظة فارقة في تاريخ السينما المصرية.
رحل مبدع اختار الصدق، وترك أعمالًا تُشبهه، عميقة وباقية، وتؤكد أن الفن الحقيقي لا يموت.