لم تمر ساعات على إعلان عودة علاء عبد الفتاح إلى لندن حتى تحوّل الترحيب الرسمي إلى أزمة سياسية مفتوحة، فبين سعادة حكومية معلنة وانتقادات لاذعة من المعارضة، وجد حزب العمال نفسه في قلب جدل أعاد أسئلة حساسة عن التطرف وحدود المسؤولية السياسية.
بريطانيا سعيدة بعودة علاء عبد الفتاح
في يوم الإثنين 29 ديسمبر 2025، عبّر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن سعادته بعودة الناشط علاء عبد الفتاح إلى بريطانيا بعد الإفراج عنه، واصفًا اللحظة بأنها "راحة عميقة” لأسرته.
وانضم إلى الترحيب عدد من كبار المسؤولين، من بينهم نائب رئيس الوزراء ديفيد لامي ووزيرة الخارجية إيفيت كوبر، في موقف بدا متماسكًا داخل الحكومة.
انتقادات شعبية ضد رئيس الوزراء البريطاني
لكن هذا الترحيب لم يمر بهدوء، فخلال ساعات، واجهت تصريحات ستارمر موجة انتقادات حادة من أحزاب المعارضة وقطاعات إعلامية، ركزت على سجل عبد الفتاح السابق في مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تضمن – بحسب منتقديه – دعوات صريحة للعنف وتصريحات معادية لليهود والشرطة.
ستارمر يعلق على منصة إكس
وقال ستارمر في منشور على منصة "إكس” إنه ممتن للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على قرار العفو، مؤكدًا أن قضية عبد الفتاح كانت ضمن أولويات حكومته منذ توليها السلطة. وفي المقابل، أعلنت والدته ليلى سويف وصوله إلى لندن بسلام، واصفة اللحظة بأنها نهاية رحلة طويلة من القلق.
غير أن المعارضة رأت في المشهد "خطأً جسيمًا في التقدير”، إذ اعتبر وزير العدل في حكومة الظل، روبرت جينريك، أن الترحيب العلني يتناقض مع تعهد ستارمر الأخير بمحاربة معاداة السامية، محذرًا من أن ما جرى ليس دعمًا قنصليًا هادئًا، بل تأييد سياسي مباشر.
زعيم الإصلاح ينتقد الحكومة البريطانية
وانضم زعيم حزب الإصلاح نايغل فاراج إلى الانتقادات، قائلاً إن الحكومة تجاهلت تمامًا التغريدات القديمة المنسوبة لعبد الفتاح، والتي دعا فيها إلى العنف ضد الشرطة والصهاينة، وهاجم البريطانيين بعبارات وُصفت بالمهينة.
الجدل لم يتوقف عند الداخل السياسي، ففي الأيام الأخيرة من الشهر، دخل الملياردير الأميركي إيلون ماسك على خط الأزمة، معلقًا بسخرية على منح عبد الفتاح الجنسية البريطانية والترحيب الرسمي به، ومقارنًا بين قضيته وقضايا أخرى لمواطنين بريطانيين.
علاء عبد الفتاح يثير الجدل في بريطانيا
وتعود معظم التغريدات المثيرة للجدل إلى الفترة بين عامي 2010 و2011، خلال أحداث شغب واضطرابات سياسية، وقد حذف بعضها لاحقًا، ورغم ذلك، يرى منتقدو الحكومة أن تجاهل هذا السجل يبعث برسائل خاطئة في وقت حساس.
اليوم، ومع انقسام الشارع السياسي والإعلامي، تبدو عودة علاء عبد الفتاح أكثر من مجرد حدث إنساني، بل اختبارًا معقدًا لحكومة حزب العمال بين المبادئ المعلنة وضغوط الواقع.