كشفت إيران عن تطور أمني خطير يعكس حجم التحولات في طبيعة الصراعات الحديثة، بعدما أعلنت رسميًا إحباط الهجوم السيبراني على إيران الذي وصفته بأنه الأعنف في تاريخها الرقمي. هذا الحدث لا يهم طهران وحدها، بل يسلط الضوء على انتقال المواجهات الإقليمية من ساحات القتال التقليدية إلى الفضاء الإلكتروني، حيث أصبحت البنية التحتية الرقمية هدفًا مباشرًا في الصراعات السياسية والعسكرية.
إعلان رسمي عن تصدٍ غير مسبوق
أعلنت الجهات المختصة في إيران، يوم 29 ديسمبر 2025، نجاحها في التصدي لمحاولة اختراق سيبراني واسعة النطاق استهدفت البنية التحتية الرقمية للدولة.
ووفق البيانات الرسمية، بلغ معدل تدفق الهجوم نحو 720 مليون حزمة بيانات في الثانية، وهو رقم غير مسبوق يعكس مستوى التعقيد التقني وحجم الموارد المستخدمة في الهجوم السيبراني على إيران.
حرب سيبرانية تتصاعد خلال 2025
يأتي هذا التطور في سياق تصاعد واضح لما تصفه طهران بـ"الحرب السيبرانية"، والتي شهدت خلال عام 2025 موجات متتالية من الهجمات الرقمية المتبادلة.
ووفق مصادر رسمية، فإن الهجوم السيبراني على إيران لم يكن حادثًا منفصلًا، بل جزءًا من سلسلة عمليات تهدف إلى إنهاك الأنظمة الرقمية وتعطيل الخدمات الحيوية داخل البلاد.
هجمات مضادة واختراقات شخصية
بالتزامن مع إعلان طهران إحباط الهجوم، أعلنت مجموعات قرصنة مرتبطة بإيران، من بينها مجموعة تعرف باسم "حنظلة"، تنفيذ عمليات اختراق استهدفت هواتف شخصية لمسؤولين إسرائيليين بارزين.
وشملت هذه الاختراقات شخصيات مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، وتساحي برافيرمان رئيس طاقم مكتب بنيامين نتنياهو، مع تهديدات بنشر معلومات وبيانات وُصفت بالحساسة، في خطوة تُعد جزءًا من الرد غير المباشر على الهجوم السيبراني على إيران.
ارتباط مباشر بالسياق العسكري
يربط مسؤولون إيرانيون هذه التطورات الرقمية بالتوترات العسكرية الأوسع في المنطقة، خاصة تلك التي بلغت ذروتها خلال ما عُرف بـ"حرب الاثني عشر يومًا" في يونيو 2025.
تلك المواجهة شهدت ضربات جوية متبادلة، إلى جانب هجمات سيبرانية مكثفة استهدفت منشآت نووية، وشبكات مصرفية، وخدمات عامة، ما عزز من دور الفضاء الإلكتروني كساحة حرب موازية.
تصريحات رسمية وتحذيرات واضحة
في أواخر ديسمبر 2025، وصف الرئيس الإيراني الضغوط المتزايدة، بما فيها الهجوم السيبراني على إيران، بأنها مواجهة شاملة تتجاوز في تعقيدها وتأثيرها الحروب التقليدية.
وأكد أن الهجمات الرقمية باتت أداة استراتيجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، وليس مجرد إرباك تقني مؤقت.
أهداف الهجمات وأبعادها النفسية
تشير التقديرات الإيرانية إلى أن الهجمات الحالية تركز على تعطيل خدمات حيوية مثل إمدادات الوقود، والأنظمة المصرفية، وشبكات الاتصالات.
كما تشمل هذه العمليات ما يُعرف بالحرب النفسية الرقمية، عبر اختراق البيانات الشخصية للمسؤولين واستخدامها كورقة ضغط سياسية وإعلامية في إطار الهجوم السيبراني على إيران.
التوقعات المقبلة
مع استمرار التحقيقات التقنية ومتابعة مصادر الهجوم، يبقى المشهد مفتوحًا على مزيد من التصعيد في الحرب الرقمية.
ويبقى السؤال المطروح: هل تتحول المواجهة السيبرانية إلى البديل الدائم للصدام العسكري المباشر، أم أنها مجرد مرحلة تمهيدية لصراعات أوسع في المنطقة خلال المرحلة المقبلة؟