كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون روس أن الانخراط المنتظم في أنشطة بدنية خارجية مثل المشي أو الركض أو ركوب الدراجة في مساحات خضراء يرتبط بانخفاض واضح في أعراض الاكتئاب وتحسّن عام في الصحة النفسية.
تفاصيل الدراسة
أوضحت الدراسة أن الاكتئاب يُعالج تقليديًا باستخدام مضادات الاكتئاب إلى جانب العلاج النفسي، إلا أن هذه الأساليب لم تُسهم بشكل كبير في الحد من انتشاره على مستوى المجتمعات.
وبهدف البحث عن بدائل علاجية سهلة الوصول، ركز الباحثون على النشاط البدني في الهواء الطلق كخيار واعد، نظرًا لما له من تأثيرات مثبتة في التخفيف من أعراض الاكتئاب، سواء في الحالات السريرية أو دون السريرية.
واستخدم الباحثون استبيان صحة المريض لتقييم أعراض الاكتئاب وفقًا لمعايير اضطراب الاكتئاب الشديد المعتمدة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية.
نتائج الدراسة
الفوائد الجسدية والنفسية:
أظهرت النتائج أن النشاط البدني لا يفيد الجسم فقط، بل له تأثيرات معرفية وانفعالية، ويزداد تأثيره الإيجابي عند ممارسته في الهواء الطلق والطبيعة.
النشاط المعتدل الشدة:
ممارسة نشاط بدني معتدل الشدة (مثل المشي أو ركوب الدراجة بشكل مريح) لمدة ساعة إلى ساعتين أسبوعيًا ارتبطت بانخفاض ملحوظ في أعراض الاكتئاب.
النشاط عالي الشدة:
النشاط البدني المكثف ساعد في تقليل التعب، لكن تأثيره على فقدان الاهتمام كان أقل وضوحًا مقارنة بالنشاط المعتدل.
أهمية السياق:
المشي أو ركوب الدراجة لأغراض التنقل اليومية لم يرتبط مباشرة بانخفاض أعراض الاكتئاب، لكنه ساهم في تقليل التعب، ما يشير إلى أن حتى الأنشطة الأقل كثافة تحمل فوائد صحية.
توصيات عملية لتحسين الصحة النفسية
ابدأ بالمشي 30 دقيقة يوميًا، 3–5 مرات أسبوعيًا.
اختر أماكن خضراء هادئة مثل الحدائق، الشواطئ، أو المسارات الطبيعية، لأن البيئة تؤثر على شدة الفائدة النفسية.
إذا كنت تعاني اكتئابًا متوسطًا أو شديدًا، اجعل النشاط البدني الخارجي جزءًا مكمّلًا للعلاج الطبي والنفسي، وليس بديلاً عنه.
الدراسة تؤكد أن دمج النشاط البدني والبيئة الطبيعية في الروتين اليومي يمثل أداة فعّالة وميسّرة لتحسين الصحة النفسية والحدّ من مشاعر الاكتئاب، بدعم من دراسات طولية ومنشورات علمية دولية.