نيروز الإخبارية :
#نيروزكنت اعرف ان #الحسين يتمتع بشعبية كبيرة في بلده , المواطنون بلا تفريق او تمييز يكنون له حبا وتقديرا وكانت الصورة في ذهني ان المواطنين الاردنيين لم يفرق في حبهم للحسين اصلهم ايا كان , اردنيين كانوا او فلسطينين وكذلك عسكريين او مدنيين , بدو كانوا او فلاحين اومن الحاضرة, جميعهم يعتبرون الحسين زعيمهم , والحسين كان يشعر انه يعيش ليس حاكما على شعب بقدر ما كان يردد باستمرار انه مع اسرته الكبيرة التي هي الشعب الاردني
وفي خريف عام #١٩٧٠ كانت منظمة التحرير الفلسطينية قد صعدت خلافاتها مع الحسين وكانت تعلن بأن الشعب الفلسطيني لا يؤيد الملك ولا يريد زعامته .
ويمضي الصحفي في حديثه قائلا
وذهبت لمقابلة الملك , وسألته فيما اذا كان قد وقع اي تغيير من موقف الفلسطينين الذين يحملون الجنسية الاردنية فنفى ذلك بشدة ..
وقال :
انهم #جزء_من_اسرتي وخلافنا مع منظمة التحرير يبقى خارج الاطار والصورة , وهو ناتج عن مواقف سياسية تتغير وتتبدل ولكن حقيقة موقف الفلسطينين من دعمي وتأييدي وحقيقة موقفي من الفلسطينين وحبي وتضحياتي في سبيلهم لن يطرأ عليها اي تغيير او تبديل
وقلت للملك :
- ولكنهم يقولون ان الحواجز بينكم وبينهم عالية جدا
فقال الملك :
هذا ما يقولونه .. اما انا فأقول ان لا حواجز بيننا
ويقول الصحفي الامريكي :
- ولقد اصبت بدهشه من ثقة الحسين لحب الفلسطينين له , ومن التصاريح التي كانت تطلقها اجهزة المنظمة , ورأيت ان اقوم بنفسي باختبار الحقيقة ..
وسألت الملك الذي كان يتوقع مزيدا من الاسئلة
- لدي فكرة .. اعتقد بموافقتك عليها تكون قد اعطيت الجواب الحاسم حول هذه القضية الهامه ,, فما رأي جلالتكم لوقمتم وانا برفقتكم بزيارة احد مخيمات اللاجئين الفلسطينين لاختبار مدى الترحيب بهذه الزيارة او الاعراض عنها ..
ووافق الملك على الفكرة رأسا وفورا ونهض وقال وكأنه يقبل التحدي :
اختر اي مخيم للاجئين تعجبك زيارته ؟
وهنا تدخل احد المقربين المخلصين له والذي كان يستمع للحديث واستاذن الملك ان يمنحه فرصة لترتيب أمر الزيارة مع الدوائر ذات الاختصاص , ولكن الملك رفض اعداد اي ترتيب او حتى مجرد اشعار اية جهه حتى لا يبدو لقاء الحسين للفلسطينين مرتبا سلفا
واتجه الحسين الى سيارته وركب الصحفي الى جانبه وقبل ان تخرج السيارة الملكية من حدود القصور سأل الحسين الصحفي :
- لم تختر اي مخيم تريد زيارته ؟
وقال الصحفي :
- اي مخيم يا سيدي .. مخيم الحسين او الوحدات او البقعه او شنلر . ما رأي جلالتكم في #مخيم_شنلر
وادار الحسين اتجاه السيارة الى مخيم شنلر الذي يقع في منتصف الطريق ما بين عمان والزرقاء , وكان في السيارة الحسين واحد معاونيه والصحفي وزوجته التي تعمل في المجال الصحفي ايضا وهي مديرة وكالة التحقيقات العالمية " غاما "
وكان الحسين في هذه الزيارة المفاجئة وغير المرتبة او المعدة وحيدا من سائقه وحرسه ومن مرافقيه , بل اكثر من ذلك ان احدا لم يكن يعرف في تلك الاثناء اين الملك , لأنني انا الذي اخترت له مخيم شنلر بعد انطلقت السيارة من مكتبه.
ويمضي الصحفي في الحديث عن المغامرة التي يقول انها لا تحصل الا في القصص :
ووصلنا المخيم وعبرت السيارة شارعا ضيقا ثم توقفت بالقرب من مجموعة الاطفال ونادى الحسين عليهم وسألهم عنموقع بيت المختار ..وبينما الاطفال يشيرون الى الطريق التي تؤدي الى بيت المختار عرفه احدهم فأخذ يصرخ :
الملك .. الملك .. الملك
كانت شوارع المخيم في تلك الاثناء خاوية لا حراك فيها باستثناء بعض الاطفال الذين يلهون هنا وهناك ,, ولكن ما كادت اصوات الاطفال تتعالى :
الملك .. الملك .. حتى اخذ سكان المخيم يتدفقون من بيوتهم ومتاجرهم ومن المقاهي الى شوارع المخيم ليستطلعوا الخبر فيما اذا كان حقا الملك في زيارتهم .
وشاهدت في ذلك اليوم اللقاء العفوي بين الملك حسين وبين اللاجئين الفلسطينين وهو لقاء قلت عنه فيما بعد لياسر عرفات , بأنه اكبر من الخلافات وابعد من السياسة , كان لقاء استطعت ان افهم منه ان حب الفلسطينين للحسين اصبح مفطورا في قلوبهم رغم الخلافات السياسية التي تثيرها من حين لأخر اسباب الفشل في حل القضية الفلسطينية وعودة اللاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم مما يسهل في مثل هذه الظروف تحميل التبعات والمسؤوليات لأي انسان , ولأن الحسين اقرب الناس للقضية الفلسطينية كان يسهل تحميله ما #ليس_مسؤولا_عن_حمله
ولكن عندما التقى كل سكان المخيم بعد دقائق معدودات , بعد ان شاع وعم الاسماع وصول الحسين , وبعد ان تحدث خطباؤهم واعلنوا عن اغتباطهم وفرحهم بلقاء الحسين وبعد ان استمع الى مطالبهم وحاول ركوب سيارته , كانت المفآجاة التي لم اشهدها من قبل , كان حماس الفلسطينين في مخيم شنلر للاعراب عن حبهم للحسين انهم احاطوا بسيارته ورفضوا ان يسمحوا لمحركاتهم ان تسير , بل حملوا السيارة باذرعهم القوية وهم بين زغاريد النساء ينشدون يا حبيبنا يا حسين ,, وبصعوبة استطاع الحسين ان يغادر مخيم الفلسطينين الذي وجدته قائما على الحب الصادق للملك الشجاع ..
• الصحفي ارنولد بور تشغريف .. رئيس مراسلي صحيفة النيوزويك الامريكية .
#الملك_حسين #قصة_وطن