نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية :ضمن الفعاليات والأنشطة الوطنية التي تقام احتفاء بذكرى معركة الكرامة الخالدة فقد أقيم في محطة المعرفة للأميرة إيمان بنت عبدالله الثاني وبالتعاون مع أمانة عمان الكبرى منطقة اليرموك يوم الخميس الموافق 18- 04- 2019 ندوة عن معركة الكرامة الخالدة، تحدث في المحور الأول اللواء الركن المتقاعد الدكتور مفلح الزيدانيين المتخصص في التخطيط الاستراتيجي وإدارة الموارد البشرية عن دور معركة الكرامة واستشراف المستقبل ودور المرأة فيها.
كما تحدث في المحور الثاني عطوفة الدكتور محمد سلمان المعايعة الأكاديمي والباحث في الشؤون السياسية عن معركة الكرامة...دروس وعبر....
وأدارها وشارك فيها المهندس عبدالرحمن البدور والقت السيدة سحر سمحان من مجلس الأمهات قصيدة شعرية عن معركة الكرامة، وبحضور عضوة اللامركزية سعادة الأستاذة امل السعود وعطوفة المهندسة ايمان المعايطة مديرة المركز التدريبي في أمانة عمان الكبرى ورئيس محطات المعرفة السيد عميد مسعود المصري والسيدة مها السعود وعدد من أبناء المجتمع المحلي، وعدد من الحضور من النخب الوطنية ونخبة من المعلمات ألمدعوات لحظور هذه الفعالية بهدف الإطلاع على مضمون الندوة ونقل المعرفة لطلابهم وابناؤهم .
في نهاية الندوة عبر الحضور بمداخلاتهم بمشاعر الفخر والعتزاز بانجازات وبطولات الجيش العربي .وفي نهاية الإحتفال قامت المهندسة ايمان المعايطة بتسليم شهادات تقديرية للمتحدثين تقديرا لجهودهم.
ففي المحور الأول تحدث عطوفة اللواء الدكتور مفلح الزيدانين فقال عن دور المراءة في معركة الكرامة . وأشار إلى جانب رفع الروح المعنوية وتقديم الخدمات الوجستية للجيش ضمن منطقة القتال . وكيف رفعت من معنويات الأبناء والازواج والأخوة لدفعهم على القتال واستقبال الشهداء
بالزغاريد والاهازيج . وتحدث عن التحديات التي تتعرض لها الاردن من حيث الفقر والبطالة وصفقة القرن وضمن التحديات الإشاعة الهدامة. . وشح الموارد والإمكانيات . وأشار إلى ماذا نقول إلى أبناءنا جيل اليوم شباب المستقبل للاستفادة من معركة الكرامة في الاعتماد على الذات وضرورة إشراك المراءة في صناعة وصياغة القرار الاستراتيجي كون الحرب القادمة تستهدف الكرامة في الاقتصاد والفكر والسياسة....الخ. لذلك يجب إشراك المراءة في هذا كونها تمثل نصف المجتمع ولديها القدرة على التخطيط والتنفيذ. ولديها الإرادة على إدارة وقيادة المؤسسات .كما نجحت في ادارة العائلة بعد استشهاد زوجها في الحرب . كما واشار الى مشاركة النساء الاردنيات اخواتهن الفلسطينيات.في الحزن على فقدان فلسطين في حرب عام 67. حيث شقن الجيوب ولطمن الخدود على احتلال إسرائيل للقدس الشريف ..
أما في المحور الثاني فقد تحدث الدكتور المعايعة فقال
بأنه ما أحوجنا أن نتحدث عن معركة الكرامة في معانيها ودلالاتها وقيمها السامية أكثر من أي وقت مضى لا سيما في ظل التحديات الجسام التي تحدق بالأمة العربية وتحيط بوطننا من كل حدب وصوب... جاء تحت إسم معركة الكرامه لمرور وأحد خمسون عاما عليها والتي سطر فيها جيشنا تاريخ العز والنصر والثأر وذلك لتبقى الكرامه حية في ذاكرتنا وعنوان ذهبي لهذا الحدث الوطني .فلا شك أنّ معركة الكرامة كانت يوماً فارقاً في تاريخ العرب والمسلمين،..وقال يوم الكرامه ينظر إلية الأردنيون بكل فخر لأنه لكل أمة منجزّ حضاري تتباهى وتتفاخر به أمام الأمم الأخرى ونحن كأمة عربية وكأردنيين خاصة لدينا منجز حضاري وتاريخي عظيم هو تحقيق النصر في معركة الكرامه لما تحملة من هالات المجد ولما تحقق من منجزات ومعجزات أعلت من شأن الوطن ورسمت مكانته وقيمته على الساحة الدولية والإقليمية.وطننا عزيزا وحصنا حصينا بتضحيات جنوده البواسل وبجهود أبنائه وبناته ومتقدماً بفضل رؤية قيادته الحكيمة العامرة
وقال بأن هناك رسالة تربوية وثقافية تهدف إليها هذه الندوة لكي نضع أمام شبابنا الصاعد نماذج من المعارك البطولية لتعزيز ثقافة المقاومة التي لا بد من زرعها في نفوسن أبنائنا... لذلك لا بدّ من إبراز الاضاءات والمنطلقات الفكرية لمعركة الكرامه، الإرث العسكري الذي أعاد للامه العربية كرامتها .. هذه المعركة التي حققت نصر برغم من عدم التكافؤ في الأسلحة المستخدمة في المعركة، فهناك اختلال في ميزان القوى من حيث العدة والعتاد وطبيعة التحالفات والتي كانت أحد عوامل الغرور في تمادي العدو دخول الحرب مع الأردن ، وقد غاب عن العدو ان الآلة العسكرية وحدها ليست هي وحدها التي تحسم المعركة بل ان إلارادة والتضحية والإتكال على الله هي عوامل النصر ، ولا أغالي ان قلت ان هذه المعركة الفاصلة مع العدو كانت دروسا للناشئة وللأجيال القادمة وان الحق هو أقوى قوة عاتية ، وان التكاتف والتضامن بين عناصر القوة في الامة قوة نوعية ، وان عدونا مهما بلغ من العتاد والإعداد سيهزم أمام إرادة اصحاب الحق مهما طال الزمن.
وقال الدكتور المعايعة أن الأمة ألتي لا تأخذ دروسا وعبّر من ماضيها تتعثر في مستقبلها ، لذلك لا بدّ من أن يربط الحاضر بالماضي لنستخلص الدروس..فمن الدروس المستفادة على الجانب السياسي والمعنوي أن معركة الكرامة أسست لمنهج جديد في العقيدة القتالية والإستراتيجية العسكرية لمواجهة التفوق الصهيوني في نوعية السلاح والفكر التعبوي وظهرت نتائج معركة الكرامة في النهج في إدارة معركة العبور عام 1973
ومن النتائج السياسية للمعركة قال المعايعة بأنها نبهت الرأي العام العالمي عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الدول العربية...وفشل العدو الصهيوني في إرغام الأردن بالدخول في أي تسويه سلمية وكانت هذه من احد أهدافهم وكذلك فشل العدو الصهيوني بالتمسك بأي شبر من الأرض في الغور بهدف ضرب الاقتصاد الاردني، كما فشل العدو الصهيوني في زعزعت الروح المعنوية للجيش الأردني الذي أثبت أنه يقاتل بسراسة ومعنويات عالية أسقطت اسطورتهم والجيش الذي لا يقهر ولا يهزم.
معركة الكرامه تمثل زادا فكرياً من الدروس في الإيمان والعمل والتضحيات ، وتعدّ رسالة من السماء للقوات المسلحة الأردنية لأنها فتحت صفحة جديدة في الصمود والتصدي وأوقفت التمدد الصهيوني بعد هزيمة حزيران....لذلك فإنها تستحق منا وقفة اعتزاز وافتخار لكي نضعها بين أيدي أبنائنا الباحثين والدارسين فمن حق الأجيال المعاصرة والقادمة علينا ان نروي لهم بطولات الآباء والأجداد تنير لهم الطريق لبناء الأردن الحديث.
لقد أنزلت معركة الكرامة علم الطاعون الأسود الذي أصاب نفوس أبنائنا من السارية ورفعت مكانة علم النصر وعلم الحياة بخيوطه النضرة وألوانه المرفرفة...في معركة الكرامة طهر الجيش الأردني نكسات الأمة العربية بانتصار كرامة سجلة التاريخ لهم .
ومن الدروس المستخلصة على الجانب السياسي قال الدكتور المعايعة لقد حقق الأردن نصرا دبلوماسيا ، فكانت الدبلوماسية الأردنية حاضرة في جميع المحافل الدولية لنزع نصر دبلوماسي، فتجددت أجنحة جديدة وقويه للدبلوماسية الأردنية إستطاعت أن تضع القضية الفلسطينية في دائرة الإهتمام العالمي وجعّل من الكرامه نقطة انقلاب بين اليأس والأمل وتاشيرة عبور للقضية الفلسطينية للعرب والعالم أجمع وتعزز دور الأردن على الساحة الدولية والإقليمية ولاعب رئيسي في قضايا المنطقة.
وقال أن معركة الكرامه قد ألقت أضواء كاشفة عن فكر القيادة الهاشمية الحكيمة في أرض المعركة فكانت نتائجها مفاجئة ومفرحة إلى أقصى الحدود وربما كانت الإضاءة الوحيدة في تاريخنا المظلم منذ بدء الغزو الصهيوني لارضنا...فالقيادة كان لها أكبر الأثر في تحقيق الإنجازات التي نقلت مكانة الأردن على لوحة الشرف في الانتصارات، فالقيادة الواعية تستطيع أن تحدث انقلاباً لموازين القوى لصالحها وتحقق الأهداف ومهما كانت هذه القوة محدودة القدرة والإمكانيات إلا إنها قادرة على تحقيق النصر والإنجاز...فعلى أرض الأردن رمز الطهر والشهادة في سبيل القضية الفلسطينية التي حمل الهاشميون أمانة الدفاع عنها مقدمين أروع الأمثلة في التضحية والفداء، فقد تحولت دماء الهاشميين لزيت أضاءت شعلة الكفاح والمجد لهذه الأمة. ولا نعتقد بأن هناك منجز سياسي وحضاري أقوي من مواقف سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني بالدفاع عن القدس ومواجهة التحديات التي يتعرض لها الأردن وأهله ،فالأردن يتعرض لتحديات كبيرة لكنه عنده نظام سياسي عميق يستطيع أن يحتوي هذه التحديات لأنه يملك من عناصر القوة الكثير ،فسياسة الأردن لا تتغير بتغير الملفات في المنطقة وهذه عقيدة وسياسة من الثوابت في الدبلوماسية الأردنية... لأن الدولة الأردنية التي أسسها الهاشميين قائمة على الشرعية الدينية والسياسية وشرعية الإنجاز الذي نحن جميعا شركاء فيه..... ان عناصر القوة في النظام الساسي الاردني الهاشمي يتمثل بالقيادة الحكيمة التي يجمع عليها الشعب من خلال العقد الاجتماعي باركانه السياسية ويتجلى ذلك في صورة الوحدة الوطنية الى جانب كفاءة ويقظة وقدرات المؤسسة العسكرية والامنية والتي يغلفها جميعا الدستور كمرجعية وطنية شاملة يخضع لها الجميع بغض النظر عن لونه وفكره وميوله..
وقال المعايعة يجب المحافظة على الإرث العسكري المشرف الذي تحقق في معركة الكرامه من خلال العمل على خلق قوة ردع وبناء منظومة دفاعية قويه تمثل جدار صد ضد المؤامرات التي تحاك ضد الأردن. وكذلك الاستقواء بالوحدة الوطنية والتماسك والالتفاف حول القيادة الهاشمية والمحافظة على الثوابت الوطنية والدينية، وتحرير الفكر من التطرف وهو أهم من تحرير الأرض من خلال تحصين الجبهة الداخلية بنشر الوعي السياسي والمحبة والألفة بين الناس وتجذير الثقافة السياسية والارتقاء بها وتعزيز معاني الإنتماء والولاء للوطن لدى الشباب ، وأكد على أهمية الوحدة العربية وتسخير طاقاتها في معارك الأمة فالنصر يتحاج إلى قوة الإرادة في القتال والثبات والصبر عند مواجهة العدو..فإذا وجدت الإرادة تحقق النصر متى خلصت النية.
وقال الدكتور المعايعة بأن هناك كذلك دروس و عبر استفادت منها إسرائيل وتنبهت لها من إجراء هزيمتها في معركة الكرامة الخالدة. فقد أثرت نتائج معركة الكرامة على إسرائيل بأن سببت الهزيمة لها صدمه نفسية هزت أركان الكيان الصهيوني.. وأثرت على العقيدة القتالية وطريقة التعاطي والتعبئة ، ولكونها لم تستطيع التمدد الجغرافي أكثر من حجمها خوفا من ان التمادي الزائد في التمدد جغرافيا قد يؤدي إلى الانهيار، فأخذت إسرائيل بتغيير استراتيجيتها حيث اتجهت للعزف على وتر التفرقة والانشقاق في وحدو الأمة العربية وعدم الاستقرار في بلادنا من خلال زرع الفتن وتأجيج الصراعات بين الأقطار العربية بهدف اضعافهم ، وتعطيل الانتباه لإيجاد حلول للنزاع العربي الإسرائيلي...وقداستغلت إسرائيل هذه الصراعات بالتوسع في بناء المزيد من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وخاصة في القدس لكي تفرض سياسة الأمر الواقع.
وفي النهاية طالب بأن يكون خندق الكرامه هو الذي يجمعنا ونموذج لوحدتنا لتعود كرامتنا ولتكن أرواح شهداء الكرامه مظلتنا ،وقال الدكتور المعايعة بأن قوة الإرادة والعزيمة الصادقة تصنع النصر مهما كانت قوة هذه الإرادة وقال انظروا معي حاليا ماذا يقلق الكيان الصهيوني من أبناء الجبارين في غزة...غزة هاشم طائرات ورقية وبالونات والعاب اطفال هزت كيانهم عجزت عنه نيران آبار النفط العربية ، فمن هذا المنبر الهاشمي نوجة لهم تحية الاعتزاز والأكبار على هذه الشجاعة وهذه الإبداعات التي فاقت تأثير الطائرات الحربية والصواريخ والمدافع العربية التي شكت منها مخازنها لعدم فاعليتها.فمتى تنهض هذه الأمة لأستعادة مجدها وتدخل من جديد أبواب الحضارة الإنسانية كما كانت ويكون لنا مكان على خارطة الحضارة الإنسانية بمساهمات يشار إليها بالبنان....عسى أن يكون ذلك قريبا....!!!!
حمى الله الأردن وأهله وقيادته الهاشمية العامرة من كل مكروه.
،