بداية صياما مقبولا لدولتك اذا وصلك مقالي نهارا وافطارا شهيا ان وصلك مساء ً، هل سمعت دولتك بمخيم البقعة، هل زرته سابقاً، كمواطن او مسؤولاً او وزيراً او رئيساً للوزراء، اجزم بأنك لم تفعل، شأنه شأن المناطق المنسية في ارجاء الوطن، ليس انتم دولتكم لم تزره قط، فقد سبقك وزراء ورؤساء الحكومات المتعاقبة إن لم تخني ذاكرتي..
لن اتحدث عن نقص الخدمات الأساسية في كافة مجالات الحياة، فحكومتكم تعرفها جيداً، وتغض الطرف عن ذلك كسابقاتها من الحكومات...
ساتحدث إليكم عن نادي البقعة الرياضي، هذا النادي الذي تجاوز بصبره سنيين صبر أيوب عليه السلام، وهو صابراً لا يشتكي، يرفع أكفه تضرعاً لله، ان تلتفت إحدى الحكومات إلى وضعه البائس واحتياجاته الاساسية التي تتمتع بها كافة الاندية الاردنية من هم في تصنيفه او اقل منه بالتصنيف...
هذا النادي الذي تاسس بسنة النكبة عام1967م واعتقد ان هذه اللعنة مازالت تطارده حتى كتابة هذه السطور.. اتريد ان تعرف دولتكَ هذه اللعنة... انا سأقول لك...
نادي البقعة هو النادي الوحيد من بين اندية الممتاز او الدرجة الأولى والثانية لايمتلك ملعبا كبقية الاندية الرياضية بالرغم انه من اقدم الاندية في الاردن ومن اولها لعب في الدرجة الأولى- المسمى السابق، لاندية الممتاز ورفد المنتخب الوطني بلاعبين اذكر منهم اللاعب مؤيد ابو كشك وابراهيم دلدوم وعدنان عدوس وغيره..
واحيط دولتك علما بأن نادي البقعة يعتبر الأول في الشرق الأوسط في لعبة الملاكمة بالرغم من الامكانيات المتواضعة في نادي يفتقد إلى أدنى مقومات النادي... وهل تعلم أن نادي البقعة رفع علم الوطن عاليا في المحافل الدولية في الوقت الذي عجزت عنه اندية كثيرة بالرغم من حصولها على دعم الملاعب ومستلزماته اكثر بكثير من نادي البقعة..
الحكومات السابقة وزّعت اراضٍ على كافة الاندية في الدرجات الممتاز والاولى والثانية لإنشاء الملاعب لها داعمة ذلك بالمبالغ المالية اللازمة بإستثناء نادي البقعة ولا اعرف ماسبب ذلك حتى اللحظة..
قد يقول قائل ان الاندية الرياضية في عمان حصلت على ملاعب من قبل امانة عمان لأنها تقع ضمن اختصاصها الجغرافي، ونادي البقعة يتبع جغرافياً إلى محافظة البلقاء، فردي عليه... لماذا الاندية في الدرجات الممتاز والاولى وبعض الثانية في المحافظات تم بناء الملاعب لها وفق المواصفات العالمية، اليست تتبع لبلديات وليس لأمانة عمان الكبرى.
يا دولة الرئيس الافخم ان مخيم البقعة يظم في جنباته مئة الف مواطنا - ينقص او يزيد هذا الرقم - اضافة الى لواء عين الباشا والقرى المحيطة حيث يصل الرقم السكاني فيها إلى مئتين وخمسين الف نسمة، اليس من المنطق وحق المواطنة ان يكون لهم ملعبا لكرة القدم ومدرجات متواضعة وحدائقاً عامة متنفساً للشباب بعيدا عن آفات الشباب كوقت الفراغ والمشاجرات والمخدرات وغيرها من مفسدات الشباب الذي أوصى سيد البلاد بالشباب خيرا..
يا دولة الرئيس... ان ابناء مخيم البقعة أناس بسطاء كبساطة اهل قلقيلية وجنين ونابلس طيبين كطيبة اهل مدينة خليل الله، اصيلين كأصالة بيت المقدس، نقيين كنقاء بحر عكا ويافا، عفيفين كعفة كنيسة المهد، خجولين كخجل سهول مرج ابن عامر، أصحاب نخوة وشهامة كشهامة اهل غزة والجليل...
دولة الرئيس الاكرم لانريد ان تطبق حكوماتنا وبما فيها حكومتك المثل العربي ( محمد يرث ومحمد لا يرث) لا نريد ان يشعر اهل البقعة الاكارم بهذا الشعور، لانريدهم يحسوا بانهم خارج حسابات الحكومات في الدعم..
معلومة اخيرة لدولتكم!، هل تعلم أن نادي البقعة لكرة القدم ( الفريق الأول ) كونه لا يوجد له ملعب يتدرب عند الاندية الأخرى واحيانا يجد صعوبة في التدريب، هل تعلم دولتك ان الفئات السنية الأخرى في النادي تتدرب على ملاعب خماسية وليس ملاعب كبيرة، اليست هذه نقطة تؤخذ على حكومتكم والحكومات السابقة، كيف بالله عليك ييتطيعوا منافسة فرق لديها ملاعب كبيرة بتدربوا عليها مدار الساعة، كيف نطلب منهم منافستها على البطولات وملعب لا يوجد لديهم... أيعقل هذا يا دولة الرئيس؟ !!!
السؤال الذي يطرحه العديد من ابناء المخيم يا دولة الرئيس.. لماذا نحن فقط، لماذا لا يكون لنا ملعب بمدرجات متواصعة نتدرب علية ونستضيف الاندية الأخرى على ملعبنا، كما تستضيفنا هي على ملاعبها، لماذا نحن أيتام من بين الاندية جميعا، لماذا نحن ايتام كرويا في مضارب بني هاشم، لماذا حرمانا نحن ابناء البقعة من ملعب متنفس لنا كبقية ابناء الوطن، لماذا نحن محرمون من حدائق نتنفس من خلالها هواء وعليل الوطن الغالي...
دولة الرزاز الاكرم.. انني كمشجع كرويا لهذا النادي المقدسي ادعوك لزيارة مخيم البقعة والاطلاع على واقعهم وخاصة الجانب الرياضي، اجعلها دولتك زيارة تاريخية رياضية للمخيم لم يسبقك اليها رئيسا سابقا وستسجل لك في سفر التاريخ وسيذكرها ابناء المخيم ما بقوا على قيد الحياة...
دولة رئيس وزراؤنا الافخم... ارجو ان تدقق بالصورة المرفقة لأبنائنا في مخيم البقعة، فالاولى بكاء مرير حزين محبط... ليس للاعبين اجانب محترفين كبقية الاندية.. انهم ابناء المخيم الذين يبكون دما لاخفاقهم البقاء في مصاف اندية الدرجة الممتاز والسبب عدم وجود أساسيات او مقومات كرة القدم(الملاعب) الخاصة بهم كبقية الاندية التي تتباهى بملاعبها واتساعها وتنظيمها ومحترفيها من اللاعبين الاجانب، اما الصورة الثانية فهم لفريق أشبال نادي البقعة، دقق في ابتساماتهم البريئة التي تعلوها مسحة حزن ويتم والم، لدى سؤالي لهم حول امنياتهم الكروية كانت اجابة صادم لي، اتعلم ما هي يادولة الرئيس - المسؤول امام الله عنهم - اتعلم ماهي... ان يتدربوا على ملعب كبير (11) لاعب... هل عرفت ماهي احلامهم، انها احلام مخيم كامل برجالاته ونسائه وشيوخه وشبابه واطفاله... فهل تحقق لهم ذلك يا دولة عمر الرزاز الذي لك حظا باسمك من اسم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه... فهل تفرح مخيم الجبارين بملعب ومدرجاته وحدائق... لعل وعسى، ان تفعلها يا رزاز...