تمخضت جهود دولة الرئيس فلم تنجب جديدا، يبدو أن العقم جعله غير قادر على الإنجاب، فهو لم يتناول أي نوع من المنشطات التي تداولها المواطنون في المجالس والدواوين، وعبر وسائل الإعلام، فعاد يجرب مرة اخرى، وذهب إلى أبعد من ذلك في البحث والتنقيب، وخرج باستنتاج مفاده ان استخدام المجرب افضل من سؤال الطبيب، ربما مع دولته الحق فلماذا التعب في الإنجاب إذ لا مجال لإنفاق الوقت والمال في تربية جيل جديد من رجال الدولة، في حين راح يردد البعض من أصحاب المعالي المثل الذي يقول: (ما بتعرف غيري الا لما اتجرب غيري)، والبعض الآخر يقول : عدت والعود احمد، واصبحنا أمام تبديل وزاري جديد، أي إحلال شخص مكان آخر، ونقل قبعة من نفس المقاس من رأس لآخر، وترقيع لقطعة من القماش منتهية الصلاحية بدلا من تغييرها، كما أصبحنا امام تغيير اسماء ومسميات، وجيل قديم متكرر من (المعادين).
عادة ما يتم اللجوء إلى جيل المعادين لكونهم يتمتعون بالخبرة والمعرفة، والذين لا يحتاجون إلى تدريب جديد، أو لأن البلد لا يوجد فيه رجال غير أولئك الذين اعتاد المواطن الأردني على رؤيتهم وسماعهم في مواقع وزارية وقيادية مختلفة مع تقديرنا لهم جميعا، وربما يريد دولة الرئيس إرسال رسالة إلى الحكومات المتعاقبة مفادها أن الحكومات المتعاقبة لم تكن قادرة على استغلال المهارات والقدرات الخارقة التي كان يتمتع بها الوزراء المعادين، وربما يثبت دولة الرئيس أنه الأقدر ممن سبقه على ذلك.
نأمل أن يكون التبديل أو ما تطلق عليه الحكومة التعديل الوزاري بداية لمرحلة جادة وجديدة، وأن لا يكون مضيعة للوقت أو لعب على حباله، أو محاولات يائسة للتأثير على الرأي العام، أو لعب في مشاعر وعقول المواطنين، أو قرارات وإجراءات عبثية، كما ونامل أن يكون تكرار القسم وحلف اليمين حصانة أكيدة من ممارسة الفساد، والمحسوبيات، والوقوع في ظلم العباد، وإدخال البلاد في مزيد من الأنفاق والأزمات.
يحلف الوزراء المعادون وغيرهم اليمين، وكلنا أمل بأنهم من أصحاب اليمين انشاء الله، وقد وضعوا أيديهم على القرآن والانجيل، ووقع بعضهم بالمكروه، لأن تكرار الحلف بالله مكروه، ولا يُعدّ وضع اليد في الدين الاسلامي على المصحف شرطاً في انعقاد اليمين، وإنّما وضع اليد على المصحف يأتي من باب التّأكيد على أهمية اليمين وجدية وعزم من يحلف به، وتغليظ مهابة اليمين في نفس صاحبه، وعموما كفارته إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، أو صوم ثلاثة ايام، أو تحرير رقبة، والصوم مستبعد فالوزراء معظمهم من كبار السن ولا يقوى أحدهم على الصوم، ولا يوجد رقاب لتحريرها، ولم يبقى الا إطعام عشرة مساكين وهو الخيار المثالي والمشروع لمن يحنث باليمين، والمال متوفر لديهم ووفير والحمد لله، لكن الصعب في الأمر يتمثل بصعوبة العثور على المساكين في مدينة العدل الفاضلة، مما قد يضطرهم للصوم وهو أصعب الخيارات.
التعديل الوزاري الرابع على هذا النحو والذي أجراه دولة الساكن بجوار الدوار الرابع وكما يراه المحللون والمواطنون لا طعم له ولا لون ولا نكهة، ولا يحتاج من الوقت اكثر من نصف ساعة، ولا يحتاج من الجهد سوى إدارة دولاب الحظ إحدى عشرة مرة ليتوقف في كل مرة عند أحد الأسماء المحظوظة والمحفوظة في ذاكرة الماضي التليد ليصبح معها وزيرا من جديد.
لا نملك إلا أن نرفع الأيادي لله جلت قدرته أن يغير الحال إلى حال افضل، وأن يحفظ على بلدنا الأمن والأمان، وان يجنبه المحن ما ظهر منها وما بطن، ونبارك للوزراء المعادين منهم والجدد الثقة الجديدة والمتجددة، ونبارك أيضا تجديد الثقة بمن لم يشمله التبديل أوالتعديل.