نيروز الاخبارية: بقلم اللواء الركن المتقاعد ثلاج محمد محمود الذيابات
يستذكر الأردنيون ذكرى ميلاد الراحل العظيم جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه - عطاء جلالته الذي قاد المسيرة على مدى سبعة واربعين عاماً ، قائدا حمل الأردن إلى بر الأمان والسلام بسياسته الحكيمة ورؤيته الثاقبة وتفاني شعبه والتفافهم حول قيادته .
وتحمل هذه الذكرى الحب والاحترام والإجلال لجلالته الذي أرسى دعائم النهضة الحديثة على أسس راسخة وحديثة في جميع المناحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعمرانية والسياسية ، وبناء الدولة العصرية، والتقدم في مجالات التنمية الشاملة والمستدامة، وإرساء أسس العلاقات المتينة مع الدول العربية والإسلامية والصديقة، رغم كل التحديات والصعاب حتى غدا الأردن في عهده منارة للتقدم والتطور والعلم .
كما أولى جلالته جل اهتمامه لتحديث وتعزيز التشريعات وترسيخ الديمقراطية والحريات العامة والعدالة الاجتماعية ودولة القانون والمؤسسات وبناء الأردن الحديث ، وصولا إلى مرحلة متميزة من الأداء السياسي، لحماية الإنجاز الوطني، والدفاع عن قيم الحرية والعدالة، والمساواة والتسامح، واحترام حقوق الإنسان والنهوض بالعمل الحزبي، ودور مؤسسات المجتمع المدني ودعم وتعزيز مسيرة السلام العالمية ومسيرة الإصلاح الشامل، بأبعاده السياسية والاقتصادية، والاجتماعية.
وفي عهده الميمون أقام جلالته شبكة من العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع عدد من الدول الكبرى والتعامل مع قادة العالم بفضل حنكته السياسية وقدرته على مخاطبة الرأي العام العالمي ، واستطاع جلالته بفضل سعة افقه ودرايته التعامل مع الأحداث الاقليمية والدولية بكل حكمة واقتدار . حتى تبوأ جلالته موقعا متقدما بين قادة دول العالم وكسب احترام الجميع على المستويين العربي والدولي، وكان صاحب ريادة وشخصية مؤثرة في إحلال السلم والسلام في المنطقة والعالم، الأمر الذي انعكس على مكانة الأردن وسمعته بين دول العالم .
كما اولى جلالته اهتمامه بالدفاع عن قضايا الأمة العادلة ، وعلى رأسها قضية العرب الأولى ، القضية الفلسطينية، فكان له الدور الأساس بعد حرب 1967، في صياغة قرار مجلس الأمن رقم 242، والذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب، من جميع الأراضي العربية التي احتلت عام 1967م ، مقابل السلام والأمن ، واستمر هذا القرار فيما بعد منطلقا لجميع مفاوضات السلام
لقد حرص جلالته ومنذ ان تسلم زمام الحكم على
وعلى الصعيد العسكرى فقد اولى جلالته اهتماماً خاصاً بالقوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي – بالتطوير والتحديث والتسليح ، حتى تميزت هذه القوات بالانضباطية والاحتراف على مستوى عالي من الجاهزية القتالية والروح العالية ولها مشاركات عديدة في حفظ السلام في أقطار العالم المختلفة .
جلالته الذي آمن بأن الجندية واجب وشرف وانضباط حيث تحققت الانجازات العظيمة بفضل سياسته الحكمية ونظرته الثاقبة ورأيه السديد ومبادئه الاسلامية والعربية التي ورثها عن أجداده ملوك آل هاشم الغر الميامين كابر عن كابر ، فقد جسد جلالته أنبل المبادىء وأرفع القيم وصولاً إلى أسمى الأهداف والغايات.
واليوم ونحن نستذكر ذكرى ومناقب الراحل العظيم جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – فإننا أكثر ايمانا بالله عز وجل وثقة بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عميد آل البيت المعظم لتكتمل المسيرة الهاشمية المظفرة ، مسيرة الأباء والأجداد . جلالته الذي اهتدى بالنهج الهاشمي الذي اختطه الراحل العظيم جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – في مواجهة الأخطار والتحديات والصعاب .
حفظ الله أبا الحسين ذخرا وسندا لهذا الحمى العزيز ولهذه الأمة ، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ جلالته ويرعاه ويسدد على طريق الخير والفلاح خطاه انه سميع مجيب الدعاء .